الذي تجول في أسواق العاصمة في اليوم الأول من رمضان لاحظ دون عناء بأن الأسعار التي شهدت ارتفاعا ما تزال مستمرة لليوم الثاني على التوالي، حيث بقيت أغلب أنواع الخضر الضرورية لأطباق مائدة رمضان في غير متناول عامة الناس، خاصة أصحاب الدخل الضعيف. أما اللحوم بمختلف أنواعها، فقد حافظت هي الأخرى على أسعارها المرتفعة، مما جعل الإقبال عليها يبقى محتشما جدا مقارنة بالخضر والفواكه. الدجاج ب 430 دج ولحم الخروف ب 1400 دج إذا كانت الأسعار المتداولة عند باعة اللحوم بمختلف أنواعها قد شهدت في اليوم الثاني لشهر رمضان بعض الاختلافات من تاجر إلى آخر، فإن الميزة التي انفردت بها هي بلوغها أسعار باهظة جدا، حيث وصل الكيلوغرام الواحد من الدجاج إلى 430 دج في أحد أسواق العاصمة، فيما بيع لحم الخروف بأسعار تراوحت بين 1200 دج و1400 دج، هو ما جعل أحد المواطنين يصرح لنا بأن ''المسألة باتت معروفة، وهو أن مع مجيء شهر رمضان كل سنة تشهد كل المواد الاستهلاكية التي يكثر عليها الطلب في هذا الشهر العظيم ارتفاعات متفاوتة خاصة في الأسبوع الأول، الأمر الذي يثقل كاهل المواطن المغلوب على أمره''، وهو التفسير نفسه الذي ذهبت إليه إحدى السيدات التي وجدناها بسوق 12 ببلكور، حيث لم تتوان في توجيه سهامها إلى تجار الجملة والتجزئة، محمّلة إياهم مسؤولية لهيب الأسعار التي تعرفها الأسواق مع بداية شهر الرحمة ''لقد لاحظت اختلافات كبيرة في الأسعار خلال الأسبوع الأخيرة الذي سبق حلول شهر رمضان، واليوم الأول والثاني من الصيام، حيث قفزت الأسعار إلى مستويات عالية جدا، وهو ما اعتدنا عليه في الحقيقة، فأنا ربة بيت ولديّ معرفة بتجاوزات السوق، وصدقوني إن قلت لكم بأن عملية ارتفاع الأسعار تحدث كل موسم مع قدوم شهر الصيام''. ولم تختلف بعض آراء المواطنين الذين التقيناهم، حيث أجمعت كلها على أن هناك ارتفاعا محسوسا ومتوقعا حدث. السلاطة والقرعة ب 100 دج والطماطم ب 50 دج حتى وإن كانت ردود فعل بعض المواطنين الممزوجة بالغضب أحيانا والتحسر أحيانا أخرى على المنحى الذي أخذه مستوى المعيشة لديهم بفعل تقلبات سوق الخضر والفواكه خاصة مع بداية شهر رمضان، إلا أننا لمسنا بعض الارتياح لدى رهط من هؤلاء المواطنين الذين عبّروا لنا عن رضاهم عن التراجع الطفيف الذي عرفته بعض أسعار الخضر خاصة على منوال الطماطم التي انخفض سعرها في بعض الأسواق، وعند التجار والباعة المتجولين إلى حدود 40 دج، فإن شريحة كبيرة أكدت لنا بأن أسعار بعض الخضر لم تعرف أي انخفاض على منوال السلاطة التي حافظت على سعرها 100دج، والشأن نفسه بالنسبة للقرعة التي لم ينخفض سعرها الذي بيعت به في اليوم الأول من شهر رمضان (100 دج) وهو ما جعل الإقبال عليها يكون محتشما رغم ما تمثله بعض مواد الخضر من أهمية في الأطباق الرمضانية للجزائريين. وإذا كانت هناك مادة استهلاكية قد لقيت ارتياح الزبائن فهي دون شك الطماطم التي شهدت انخفاضا محسوسا بعد أن وصل سعرها إلى 40 دج و35 دج، مما جعل الكثير من المواطنين يعبرون عن رضاهم وسعادتهم وفرحتهم، وهم الذين يستهلكون مادة الطماطم بكمية كبيرة خلال شهر رمضان كحال تلك العجوز التي وجدناها أمام أحد تجار الخضروات، حيث أكدت لنا بأن المادة التي باتت اليوم في متناولنا هي الطماطم دون منازع ''رغم أننا مازلنا نعاني من لهيب الأسعار، إلا أن هناك بعض المواد عرفت انخفاظا محسوسا على منوال الطماطم وبدرجة أقل البطاطا التي ارتفعت خلال اليوم الأول لرمضان إلى حدود 50 دج لتنخفض في اليوم الموالي إلى 40 دج''.