دائما في مسألة اللحوم التي تصبح مع حلول رمضان المعظم قضية هامة وكأننا لا نأكل اللحم سوى في هذا الشهر.. هذه المرة يقال إن الأسواق تعج وتضج بلحم الحلوف أكرمكم الله.. نهق حماري نهيقا مخيفا وقال.. تطور ملحوظ من لحم الحمير للحم الحلوف؟ قلت.. إلى هنا وصل الجشع لدرجة الغش حتى في توعية اللحم؟ قال.. سبحان الله كيف يقدرون على خلط الحلال والحرام؟ قلت.. هؤلاء بلا ضمير ولكن هل نكتفي بقول هذا ونترك الرقابة دون نقد؟ قال.. لم أتصور يوما أن يصل الإهمال والتسيب لدرجة تسويق الحلوف في الأسواق وخداع الناس به؟ قلت.. أنت دائما كنت تتكلم عن الفساد ولكن خيالك لم يصل إلى هذا المستوى ولم تتخيل يوما أن يتطور الفساد بهذه الدرجة؟ قال.. والله لم أحسب حساب هذا؟ قلت.. لكن لماذا ينتابك القلق مما يحدث؟ نحن لا نأكل اللحم وعمي عيسى الجزار نعرفه جيدا فهو رجل يخاف الله ولا يمكن أن يغشنا أو يخدعنا في حالة ما إذا فكرنا في الشراء؟ قال ساخرا.. ولكن هناك ألوف من الذين يمكنهم خداع الجزار ويبيعونه لحما مضروبا؟ قلت.. أين الحل إذن؟ قال ناهقا.. سؤالك هذا وجهه للدولة التي تسير بلا حكومة ولا سلطة تضبط قوانينها أما نحن الشعب فليس لدينا يد في أمور الحل والربط. قلت.. كلنا مسؤولون عن ذلك يا حماري. قال صارخا.. وهل نحن من يترك الفساد يسير بشلاغمو في البلاد أم أن هناك دولة هي المسؤولة عن كل ما يحدث؟ قلت.. هوّن عليك فسوف نرى العجب في السنوات القادمة. ضرب الأرض بحافريه وقال.. خسرولي الصيام الله لا تربحهم.