الحرارة لا تطاق وحماري الغبي أيضا لا يطاق.. لست أدري ما الذي يدفعني أن أتحمل حمارا مثله في هذا القلق الصيفي؟ نهق نهيقا سخيفا وقال.. تريد أن تفعل بي مثما فعل غول بأبوجرة؟ ضحكت باستخفاف من خياله الواسع وقلت.. وهل تربطني بك علاقة مصلحة مثلهما حتى أجن وانقلب عليك مثله؟ قال.. مادامت المصلحة بعيدة عن علاقتنا لماذا تهددني دائما بالفراق؟ قلت.. لأنك غبي وتريد أن تدوخني بتحليلاتك السياسية الفجة وأنا في غنى عنها وعنك ونحن في شهر العبادة وليس في شهر النميمة. قال.. لست أنم ولكن كلها حقائق نراها ونسمعها. قلت.. في بعض الأحيان يكون الصمت أفضل من جعجعتك الفارغة؟ قال ناهقا.. اسمع ماذا قرأت اليوم.. قيل إن الحكومة تأخرت لأن الرئيس يتردد في اختيار أسماء الشباب الذين سيتولون تسيير الحكومة القادمة. قلت مندهشا.. هذه كذبة من كذباتك التي لا تنتهي أيها الحمار اللعين؟ قال.. لماذا لا تقول إنها كذبة من كذبات السلطة الحاكمة؟ قلت.. هل فعلا قرأت هذا؟ قال صارخا.. بالله والله وتالله لقد قرأت. قلت.. فعلا لو صدق الخبر سيكون التغيير الحقيقي. قال ساخرا.. وهل تصدق أن السلطة الحاكمة ستعطي رقابها للذراري؟ قلت.. ربما حتى تبين حسن نيتها في الاصلاح والتغيير. قال ناهقا.. لن يحدث هذا حتى ينوّر الملح. قلت.. أعرف تعاند وأعرف أن السلطة أعند منك ولكن هو مجرد تفاؤل لا أكثر. قال ضاحكا.. يبدو أني أنا الذي سيهجرك لبلاهتك أنا فعلا حمار ولكني أفرق بين الخطأ والصواب.