أرجع سفيان مالوفي مدير وكالة “ميديا سورفي" فشل حملات التوعية والتحسيس في بلادنا إلى كون القائمين عليها ليسوا من ذوي الاختصاص، مؤكدا أن مهام الشرطة والدرك الوطني تتلخص في حماية الأشخاص والممتلكات وحفظ النظام العام، أما ما يتعلق بالتحسيس فلابد أن يعطى لأصحابه لأنه، حسب سفيان مالوفي، مهنة قائمة بذاتها تحتاج إلى متخصصين ومعارف تجتمع لتنجح تلك الحملات بمضامين ووسائل مناسبة. ما هو سبب فشل حملات التحسيس التي تُعتمد في الجزائر؟ فشل غالبية حملات التحسيس والتوعية ذات المنفعة العامة في مؤسسات الدولة على غرار وزارة الشبيبة والرياضة ووزارة التربية أو الدرك أو الشرطة مرده إلى التحدث فقط بلغة الأرقام وإهمال مضامين تلك الحملة التحسيسية والبحث في أسباب فشلها. إذن أنتم تعتبرون أن مضامين الحملة التحسيسية غير مبنية على مضامين ذات فعالية؟ أريد أن أقول إن مهمة هذه المؤسسات على غرار الشرطة والدرك الوطني هي حماية الأملاك والأشخاص، أما الجانب التحسيسي فيمنح لأهل الاختصاص، وبكل بساطة أقول إن التوعية ليست من اختصاصهم. وزارة التربية الفرنسية على سبيل المثال لا الحصر تعاقدت هذه السنة مع 4 وكالات اتصال و4 وكالات متخصصة في سبر الآراء من أجل الحصول على نتائج ملموسة سواء فيما تعلق بوصول الرسالة المراد تمريرها أو بنتائجها المراد تحقيقها، وما أريد ان أقوله في هذا السياق هو أن وكالة الاتصال أو حتى الجهات التي ترغب في إيصال المعلومة التحسيسية عليها أن تتعامل معها كمنتوج سيتم تسويقه تغطيه الصبغة التسويقية. هل يتوقف ذلك الفشل على المضمون أم أن هناك عوامل أخرى للفشل؟ للمضمون دور كبير في نجاح أو فشل تبليغ الرسالة، لكن هناك عوامل أخرى تساهم في ذلك الفشل على سبيل المثال وزارة الشباب والرياضة تنظم حملة تحسيسية حول مخاطر المخدرات، هل يا ترى نضع شرطيا أو دركيا لتبليغ تلك الرسالة للمدمن، هناك طلاق بين الطرفين فكيف نجعل من الشرطي الأداة في تلك الحملة؟ وأطباء النفس والاجتماع أفضل مني للتحدث في هذا الجانب. هل وكالات الاتصال تراعي كل هذه الجوانب التي تطرقتم إليها؟ بطبيعة الحال معايير المضمون وكيفية تمريره ومن يقوم بتمريره والفئات العمرية المستهدفة والجهات وغيرها تقوم الوكالة بدراستها حتى توجه رسالتها إلى الأشخاص المناسبين، الجانب الاتصالي في بلادنا للأسف لا يحظى بالأهمية التي يستحقها، لا زلنا نقوم ببعض الحملات التحسيسية، كما أن التعامل معها لا يزال بعقلية الستينات والسبعينات في حين أن الأفكار والأدوات والتكنولوجيات تختلف بكثير عما كانت عليه في وقت سابق. لو قدرنا الغلاف المالي لحملة تحسيسية، كم ستكلف؟ هي تختلف باختلاف الوسائل التي ستعتمد عليها والجماهير المستهدفة، فإن اعتمدنا على المطويات الكلاسيكية أو الملصقات مثلا 500 ألف مطوية عبر عدة ولايات على الاقل ستكلف 100 مليون سنتيم.