يقال إن مصالح الأمن تفطنت لأموال تم تهريبها داخل حقائب سفر دبلوماسية من طرف أحد الأمراء الخليجيين الذي يدخل ويخرج للبلاد كما يشاء، بالإضافة إلى أنه استباح صحراءنا التي صارت حلبة لنزواته في صيد الطيور النادرة. قاطعني حماري ساخرا.. وهل كان الأمر سرا عليهم من قبل؟ قلت.. أكيد أن أمرا خطيرا مثل هذا لا يمكن أن يمر مرور الكرام، تهريب أموال وتلاعب، هذا غير معقول. قال.. لا أدري لماذا أصبحت دول الخليج تتسابق على الجزائر، هناك من يريد الدخول من باب الاستثمار والآخر من باب الصيد والبعض من باب الفسحة وتنحية الزعاف على الخاطر والبعض الآخر من باب التهريب؟ قلت ضاحكا.. يبدو أنهم عرفوا أن البلاد تعاني من عفونة كبيرة فأرادوا أن يجربوا حظهم في الاصطياد بالمياه العكرة؟ قال.. أنت مخطىء صيدهم لا يكون أبدا في المياه العكرة كما تظن ولكن بمالهم يشترون البحر والسمك وحتى الصياد. قلت.. ترى عملية التهريب هذه، هل كانت قبلها عمليات أخرى لم يتفطن الأمن لها؟ قال ناهقا.. بربك اصمت ولا تنكأ الجراح العميقة ودع ما لله لله وما لقيصر لقيصر. قلت.. تساؤل بريء أريد أن أعرف هل هؤلاء الخليجيين أيضا لهم أيادي في ما يحدث من رشوة وتسيب وفساد؟ نهق نهيقا خبيثا وقال.. فرضا أنك عرفت الحقيقة وأدركت أنهم يملكون أكثر من يد في الفساد، ماذا يمكنك أن تفعل؟ صمت وشعرت بالحرج ثم قلت.. على الأقل أكون عرفت بالأمر. قال ساخرا.. يتعمر قلبك وتتطرطق مثل البالون، هذا كل ما يمكن أن يحدث لك، لذلك تكتم على الأمر وافعل مثل السلطة التي أصبحت لها اذن من طين وأخرى من عجين ومارس سياسة لا يسمع، لا يرى ولا يتكلم. قلت.. هذا كثير يا حماري. قال.. هذا هو الحل ولن تكون أكثر وطنية من السلطة المبجلة بكل مؤسساتها الدستورية.