قالت الإحصائيات إن الجزائريين يضيعون عشرة ملايين ساعة في السنة عبر الطرقات جراء الأزمات والاختناقات المرورية، هذا ما جعل حماري ينهق بتثاقل وقال: كل شيء يضيع الحياة وليس الطرقات فقط. قلت: أنت تختنق بالطبيعة ولا تحتاج إلى اختناق مروري. قال ساخرا: هكذا نفني أعمارنا في التفاهات فقط. قلت: فعلا عشرة ملايين ساعة كارثة حقيقية أن تضيع منك بهذه الطريقة. قال: ضف إليها ساعات النوم وساعات الطابور وساعات الزعاف وساعات الفراع تصنع عمرا جميلا. قلت: يبدو عمرا تافها وسيئا وليس جميلا كما تقول. قال ناهقا: هل عندك نموذج لجزائري واحد لا يضيع كل هذا الوقت؟ قلت: لا أدري ولكن الأكيد أنه يوجد. قال: يوجد في المريخ ولكن على أرض الجزائر مستحيل. قلت: هناك من لا يخضعون للإرهاق، مثل الوزراء وغيرهم من المسؤولين الذين يستحيل أن يعرفوا الطوابير قال ناهقا: قلت لك، أعطني مواطنا عاديا ولم أقل مواطن بدرجة وزير. قلت: هؤلاء أيضا لهم مشاكلهم يا حماري. قال: طبعا يصيبهم الملل من وجود كل شيء أمامهم. قلت: ليس إلى هذه الدرجة أيها الحمار الحسود والحقود. قال: نعم أحسدهم لأنهم يستأثرون بكل شيء على حساب الشعب. قلت: الشعب الذي يضيع عشرة ملايين ساعة في العام في الطرقات لا يستحق أن يكون شعبا. قال والنهيق يملأ المكان: ما باليد حيلة يا عزيزي وباقي العمر أيضا ليساوي أي شيء لأنه مجرد وهم وحلم وكابوس.