خرج الآلاف من المواطنين رجالا ونساء في مسيرة حاشدة بمدينة بني دوالة، الواقعة على بعد 20 كلم جنوب ولاية تيزي وزو، أول أمس، للتنديد بظاهرة الاختطاف والمطالبة بإطلاق سراح الشاب المختطف المدعو “لاسوك علي" المعروف باسم “عليلوش" البالغ من العمر 25 سنة الذي اختفى منذ 22 فيفري المنصرم في ظروف غامضة. لقي نداء تنسيقية قرى دائرة بني دوالة استجابة واسعة من طرف سكان ولاية تيزي وزو على غرار سكان قرى بني دوالة والعديد من بلديات الولاية الذين توافدوا بأعداد هائلة للمشاركة في المسيرة تضامنا مع عائلة “لاسوك" وسكان قرية “ثالة خليل" التي ينحدر منها الشاب المختطف. وانطلقت هذه المسيرة التي شارك فيها قرابة 3 آلاف مواطن، في حدود الساعة العاشرة صباحا من مقر بلدية بني دوالة باتجاه مقري الدائرة والأمن، وفضل المنظمون والمؤطرون المتكونون من أعضاء لجان قرى المنطقة الخروج في مسيرة صامتة. ورفع المتظاهرون عدة لافتات تستنكر غياب الأمن بمنطقة القبائل وتندد باستفحال ظاهرة الاختطافات والجريمة المنظمة والمطالبة بإطلاق سراح الرهينة المختطف، وكتب في بعض اللافتات عبارات “أطلقوا سراح علي سليم معافى" و"لا للاختطاف ولا للترهيب" و"استئصال أماكن الفتن والجريمة" و"نطالب بتغطية أمنية دائمة" وغيرها من الشعارات التي رفعها المتظاهرون تعبيرا عن سخطهم واستيائهم الشديدين من استفحال ظاهرة الاختطافات التي بدأت جذورها بمنطقة القبائل سنة 2005 وبلغت حاليا 72 حالة اختطاف معلن عنها. وندد المتظاهرون وعائلة الرهينة بإطلاق مصالح الأمن لسراح الشخص المشتبه في وقوفه وراء اختفاء “لاسوك علي"، حيث طالبوا بضرورة التحقيق معه رافعين شعار “لا للإفلات من العقاب" و«نطالب بالحقيقة والعدالة". من جهة مقابلة، شهدت منطقة بني دوالة إضرابا عاما عن العمل، حيث استجاب تجار المنطقة بقوة لنداء المسيرة والإضراب، وأغلقت كل المحلات التجارية ليوم كامل وتحولت منطقة بني دوالة إلى “مدينة ميتة". ولقي أيضا نداء الإضراب استجابة كلية من طرف الجهات الرسمية، حيث أغلقت كل المؤسسات والهيئات العمومية والإدارات على غرار غلق مقر البلدية والوكالات البنكية ووكالة التأمين ومؤسسة سونلغاز والجزائرية للمياه، وتم غلق كل المؤسسات التربوية في الأطوار التعليمية الثلاثة، تعبيرا عن التضامن الكلي مع عائلة الرهينة. وما ميز مسيرة بني دوالة، أول أمس، عن كل المسيرات التي شهدتها ولاية تيزي وزو المنظمة بهدف المطالبة بإطلاق سراح الرهائن هو الحضور القوي والكبير للعنصر النسوي، الذي، ولأول مرة، يشارك في مسيرة للتنديد بظاهرة الاختطافات والمطالبة بالأمن، حيث توافدت الكثير من النساء والعجائز وحتى المراهقات إلى مدينة بني دوالة للوقوف جنبا إلى جنب مع الرجال وشاركن في المسيرة من بدايتها إلى نهايتها على مسافة تزيد عن كيلومترين. من جهته، اعتبر شقيق الرهينة في كلمته هذه المبادرة التضامنية التي شهدت تعبئة شعبية ضخمة بمثابة القوة الحقيقية التي تتميز بها منطقة القبائل “اليوم كسبت عائلة جديدة وكبيرة جدا من الإخوة والأخوات، فهذا التضامن يجعل أملنا قائما بمشاهدة شقيقي علي يعود إلى العائلة سليما ومعافى"، مؤكدا أنها تجهل مصير ابنها ولم تتلق أي جديد عنه “ليست لدينا أية معلومة عن شقيقي علي، فنحن حزينون ونمر بوقت صعب لا يحتمل". هذا، وبعد الانتهاء من المسيرة، رفعت عائلة الرهينة وأعضاء لجان القرى رسالة إلى رئيسي دائرة وأمن بني دوالة، مطالبين إياهم بضرورة التعجيل في اتخاذ الإجراءات اللازمة لإظهار الظروف الحقيقية والفعلية التي تقف وراء اختفاء الرهينة وعبروا في الرسالة عن السخط العائلي والشعبي الشديد والشعور بالإحباط وخيبة الأمل في معالجة مصالح الأمن لمثل هذه القضية الحساسة.