قال حماري وهو يشد أنفه الغليظ ب"مساك" كبير.. أريد أن أعرف السبب الحقيقي وراء خروج كل ملفات الفساد هذه للعلن؟ قلت ساخرا... حمار غبي وسؤال أغبى من صاحبه قال.. أنا أحلل الموقف فلسفيا وأنت تقول أني غبي؟ قلت.. لأن الأمور كلها واضحة وضوح الشمس ولا تحتاج إلى مفهومية زايدة قال.. تقصد أن “المرميطة" شاطت بما فيها؟ قلت.. وأقصد أيضا أن الوضع كله مربوط بالانتخابات القادمة. قال.. كل خلق الله يفرحون عندما يقبلون على فعل سياسي هام مثل هذا، لأنهم يحسون بالمواطنة والرقي وخدمة بلدهم، ولكن عندنا يحدث العكس تماما. قلت.. تبدأ الحسابات والتكتلات والشكارة وغيرها. قال ناهقا.. العملية في حدّ ذاتها تعبر عن وعي حضاري كبير، ولكن عندنا يا حسرتاه. قلت.. ربما هذه المرة ستتغير الأمور؟ نهق نهيقا مخيفا وقال.. إذن لماذا كل هذه الروائح الكريهة التي سبقت العملية؟ قلت.. يقصدون نلعب ولاّ نحرم مثلا؟ قال ساخرا.. من هذا الذي يلعب أو يحرم.. اللعب مغلق على الجميع قلت.. يبدو أننا سنعرف أزمة حقيقية قال.. أي أزمة هذه التي تتكلم عنها، كل شيء سيحدث كما هو مخطط له. قلت.. ماذا تقصد يا حماري؟ قال ناهقا.. لا أقصد شيئا ولكن أنا أعرف أن كل شيء سيمر عاديا. قلت.. كما كنا دائما؟ قال.. وكذلك سنبقى أبدا، وكل التخلاط الذي تراه مجرد ذر للرماد في العين وفقط، ولا تقلق نفسك لأن كل شيء محسوب والسلطة أكثر شيء تجيده هو الحساب.