قال حماري وهو ينهق بصعوبة لأنه مصاب بأنفونزا سياسية حادة.. زعيمة حزب العمال لويزة تقول أنه يجب إشراك الشعب في تعديل الدستور، وهي أولى من يعرف أن هذا الشعب لم يشرك يوما في شيء... قلت: ربما هذه المرة سيكون العكس يا حماري.. قال صارخا: أنا معك حتى لو أشرك الشعب في ذلك، ترى ماذا سيستفيد؟ قلت: أشياء قد تغيّر من مصيره.. قال ساخرا: الدستور سيرفع من مستوى معيشته مثلا أو سيقضي على البطالة أو سيعطيه السكن؟ قلت: الدستور ليس خاتم سليمان يا حبيبي؟ قال: والشعب يحتاج لخاتم سليمان أكثر من أي شيء آخر.. قلت: والسلطة لا تملك سوى بعض الممارسات السياسية، التي تبقيها على قيد الحياة مثل الانتخابات وتعديل الدستور وغيرها... قال: هذا ما عمّق الفجوة بين الشعب وبين السلطة ولكن في يدها الحل ولا تفعل.. قلت: ما هو الحل مثلا يا حماري؟ قال ساخرا: حمار مثلي تريده أن يجد الحل لسلطة مثل هاته!! قلت: ولِم لا؟ قال: المواطن يا صديقي يجب أن يعيش مع السلطة بفم مغلق حتى لا يدخله الذباب إذا تكلم، وأنت تعرف جيدا أخطار الذباب.. قلت: أعرفها ولكن أعرف أيضا خطر السلطة عندما تحرن! قال: لذلك يجب أن نلتزم الصمت حتى لا يصيبنا ضررها اللعين.. قلت: وماذا عن كلام الويزة؟ قال ناهقا: للاستهلاك يا عزيزي وهي أدرى بشعاب السلطة منا.. قلت: لكنها في الخط الموازي للسلطة قال: انظر جيّدا ثم تكلم، لا خطوط في البلد سوى خط السلطة.