قال حماري وهو يلعن اليوم الذي ولد فيه.. بجاوي يقول إن البحبوحة المالية هي التي أدت إلى الفساد، وأنا لا أعرف كيف يجلب الخير الشر؟ قلت ضاحكا.. الرجل شغل في السلطة ويعرف خباياها أكثر منك ومني، وقد تكون البحبوحة هذه هي التي أتت بأطماع سهلت النهب والسلب. قال ساخرا.. ولماذا لم تؤد هذه البحبوحة إلى تطور المجتمع مثلا وخلق مناصب الشغل وبحبحة الغاشي؟ قلت.. البحبحة طالت أناسا غير الشعب يا حماري قال ناهقا.. وبجاوي “فراها" وجاب السبع من ذيله وقال إن المال السايب يعلم السرقة، وهو صائب جدا في كلامه. قلت.. والسلطة هل غابت عنها هذه الحكمة اللعينة؟ قال.. بجاوي جزء من السلطة يا صديقي، ودفاعه عن نفسه وتحليله للأمر الذي حصل ليس سوى جزءا من خطة الدفاع عن هذه السلطة. قلت.. ماذا تريد أيها الحمار؟ قال ضاحكا.. لا أستطيع أن أقول أريد حقي لأني مواطن ولا يمكن أن أطالب بشيء باعتبار أن صاحب الحق مظلوم. قلت.. لماذا إذن تحشر نفسك في أمور لا تعنيك؟ قال.. كلام بجاوي استفزني وجعلني أفكر أن العالم فعلا يسير بالمقلوب. قلت.. منذ الاستقلال والبلاد تسير على رأسها ولا أحد قام بمجهود حتى يرجعها لصوابها، وعلى ما يبدو لن تعود لرشدها أبدا. قال ناهقا.. ما دام خفافيش الظلام يتحكمون في دواليب البلد لن يطل عليها النور أبدا. قلت.. ربما سينتهي الرجس بمحاكمات الخليفة وسوناطراك؟ ضرب الأرض بحافريه وقال.. “ياو طبطب" لن ينتهي شيء وسيبقى المسلسل متواصلا مادام الفاعل مبنيا للمجهول دائما.