شنّ نواب ولاية معسكر حملة ضد والي معسكر، أمس، على هامش استئناف أشغال المجلس الشعبي الوطني، إذ طلبوا من الاعلاميين أن ينقلوا طلبهم الداعي لفتح تحقيق ضد ما أسموه بالضغوطات النفسية التي يمارسها الوالي على المدراء التنفيذيين والولائيين لمعسكر، ولكشف رسالة قالوا إن المسؤول المنتحر تركها على مكتبه، لكن الوالي وضعها في جيبه عندما جاء لمكتب مدير التنظيم عقب إطلاقه الرصاص على نفسه. قال نواب معسكر في ردهم على أسئلة الصحفيين إن والي معسكر كان يمارس ضغطا شديدا على مدرائه الولائيين في أداء مهامهم. ويعتقد نواب ولاية معسكر حسب تصريحاتهم- أمس، أن ذلك الضغط دفع مدير التنظيم إلى الانتحار. وتساءلت “الجزائر نيوز" عما إذا كان النواب يظنون أنهم بهذا السيناريو سوف يفلحون في افتكاك إقالة الوالي من الداخلية، قال أحدهم “إننا حاليا نطالب فقط بفتح تحقيق، والضغط قد يؤدي إلى الانتحار، خاصة إذا كان المنتحر في أي مجال يعمل فيه، ضعيف الشخصية، والمعروف عن والي معسكر أنه يضع الجهاز التنفيذي الولائي تحت ضغط شديد". وعن سؤال حول ما إذا كان من الخطأ أن يمارس الوالي الضغط في إطار المهنية والصرامة في العمل ومن حقه توجيه الملاحظات لطاقمه التنفيذي، قال أحد النواب “إن هناك شهادتين لموظفين بالولاية يقولان أن الوالي وضع بجيبه رسالة كان قد كتبها مدير التنظيم المنتحر ينبغي معرفة محتواها من خلال التحقيق". ولم يفسّر النواب للصحافة الوطنية كيف عرف النواب وقبلهم الموظفان، أن مدير التنظيم كتب رسالة، مضمونها خاص، بسبب انتحار عبد الكريم إدريس. كما لم يطرح النواب الذين يوجدون تحت ضغط الحركة العمالية بولاية معسكر المطالبة بإقالة الوالي ومسألة حمل السلاح من طرف مدير التنظيم خلال اجتماع مدني رسمي. خيم، أمس، جو حزين بمعسكر إثر انتحار مدير التنظيم والشؤون العامة، وحسب أحد إطارات الولاية الذي رفض ذكر اسمه، فإن “لا أحد كان يتصور أن تصل الأمور إلى هذا الحد، فالسيد إدريس شخص يشهد له بالاحترام منذ تقلده المنصب سنة 2011، لقد كنا نعلم أن التيار لا يمر بينه وبين الوالي". من جهة أخرى، أكدت شهادة أحد نقابيي “السناباب" أن “الوالي الحالي منذ قدومه إلى معسكر، اتبع سياسة تصفية ممنهجة من خلال محاولته إزاحة كل الأصوات المعارضة، وتم طرد العديد أو تحويلهم". للتذكير، فإن هذا الوالي أصيب بوعكة صحية عندما علم بالحادثة، وبعد ساعتين من عملية انتحار إدريس، نظم عمال مديرية التنظيم وبعض عمال المديريات الأخرى وقفة بالحي الإداري، فيما نقل والي معسكر إلى المستشفى وسط حراسة مشددة خشية حدوث تجاوزات، كما نظمت نقابة السناباب تجمعا حمّلت فيه المسؤول الأول للولاية مسؤولية هذه المأساة.