توقف، أمس، الأساتذة المصححين في امتحان شهادة البكالوريا لدورة جوان 2013، عن العمل لمدة ساعتين عبر مختلف مراكز التصحيح، تعبيرا عن رفضهم لما حدث في هذه الدورة، مطالبين الوزير بابا أحمد بالوقوف بحزم في وجه كل من ساهم من قريب أو بعيد في تشويه صورة الإمتحان، مؤكدين أن ما حدث خلال البكالوريا هو حلقة في سلسلة ما تشهده المؤسسات التعليمية من بروز لظاهرة الهمجية.. أكد المكلف بالإعلام بالمجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "الكناباست"، المسعود بوديبة، أن الأساتذة المصححين في امتحان شهادة البكالوريا لدورة جوان 2013، توقفوا أمس عن العمل لمدة ساعتين عبر مختلف مراكز التصحيح بالوطن، مشيرا إلى أن الأساتذة عبر كل المركز بعثوا رسالة إلى وزير التربية الوطنية، عبد اللطيف بابا احمد، مرفوقة بتوقيعاتهم، تضمنت - حسب المتحدث - أن الأساتذة المصححين يعتبرون أيام التصحيح أيّام جني وحصاد لما زرعوه طيلة السنة، لكنهم اليوم يحصدون حصادا لوثه رذاذ الغش في سائر الاختبارات، وأحاله امتحان الفلسفة شعبة الآداب وفلسفة إلى محصول اختلط نقيه بهجينه. وقد جدد الأساتذة صرختهم من خلال توقفهم عن تصحيح أوراق لا يعلمون إن كانت أصيلة أم مغشوشة. وقد طالب الأساتذة في الرسالة ذاتها بابا أحمد بالوقوف بحزم في وجه كل من ساهم من قريب أو بعيد في تشويه صورة امتحان شهادة البكالوريا وأحاله إلى ساحة غش، وذلك من خلال معاقبة كل المتسببين، وتمكين الأساتذة عبر مجالس الأقسام من سلطة بيداغوجية تحميهم وتلاميذهم الجادين من عبث الغشاشين. كما طالبوا بضرورة اعتماد البطاقة التركيبية كآلية لإبقاء التلميذ داخل المؤسسة التعليمية ضمانا لتكوين علمي بمقاييس بيداغوجية تؤهله معرفيا ومنهجيا للتفاعل مع موضوعات البكالوريا، وكآلية إنقاذ تشفع للجادين من التلاميذ، إضافة الى ضرورة تسجيل المترشحين في البكالوريا تسجيلا أوليا خلال شهر نوفمبر من العام الدراسي، ثم تأكيد التسجيل في النصف الأول من شهر أفريل للمتابعين دروسهم بانتظام وإقصاء من لم يدرس برنامج السنة النهائية. كما شددوا على أن يكون امتحان شهادة البكالوريا بمختلف اختباراته مجالا لقياس الكفاءات الختامية المحصل عليها من طرف المترشحين خلال السنة الدراسية، لا أن يكون مناسبة لاجترار المعارف والمعلومات. وفي هذا الإطار أكد الأساتذة المصححون أن ما حدث خلال بكالوريا 2013 هو حلقة في سلسلة ما تشهده المؤسسات التعليمية من بروز لظاهرة الهمجية، وهو ما يستدعي - حسبهم - اعتماد المقاربات الفاعلة لجعل المدرسة الجزائرية نموذج النجاح الحقيقي لا النجاح الوهمي.