حماري لم يفاجأ بالتقرير الذي قال بأن الجزائر متقدمة من ناحية الفساد والرشوة وكل دعاوي الشر الأخرى وحتى أنا لم أرد أن أعطي الموضوع أكثر من حجمه وأردت أن أتجنب الحديث في أمور السياسة على الأقل في هذا الشهر الفضيل، لكن حماري برعونته لم يستلذ القلب اللوز إلا على وقع نغمات الفساد. قال ناهقا: ترى كيف سيكون شعور شكيب خليل وهو يرى نتيجة أفعاله؟ قلت ساخرا: وهل من العدل أن يتحمل وحده هذه الكارثة؟ قال: إذن أنت شريكه؟ قفزت من مكاني وأحسست أنه يستفزني بهذا الكلام وقلت ولما لا تكون أنت؟ أطلق قهقهة عالية جدا وقال: وهل تراني بتلك القوة التي يملكها أهل الحل والربط حتى أكون شريكا في هذا الخراب؟ قلت: ممكن، فأمورك كلها من تحت لتحت. قال ساخرا: لو كنت شريكا له لاشتريت بناية ضخمة في شيكاغو واستمتعت بالحياة وعوض الجلوس معك في هذا الخم كنت الآن من أهم رجال الأعمال. قلت: راحتلك. قال وهو يضرب الأرض بحافريه راحتلي مع الخليفة ومع شكيب ومع الآتي أيضا. قلت باندهاش وهل سيكون آتيا؟ قال: أكيد. قلت: وما يجعلك متأكد هكذا؟ قال متأسفا: لأن المال السايب مصيره السرقة. قلت: ربما السلطة ستأخذ احتياطاتها وكفى السراق عنا. قال: أمنيات كثيرة ولكن لا شيء أكيد. قلت: المهم هذه المرة يجب أن نكون في السباق ونأخذ حقنا من البترول. نهق نهيقا غريبا وقال: هذه الساعة عندك حق في القلب اللوز فقط.. بصحتك.