أعتقد أننا طورنا في شخصيات السطح التي بات يعرفها الجمهور، وأردنا أن نقترب منها جميعا ونعرف ماذا حل بها عام من بعد. هل تغيرت ظروفها أم بقيت على ما تركناها عليه السنة الفارطة. وأضفنا إليهم "كرفاس بني وي وي" الذين يريد مشاركة بحليطو في تنشيط الجرنان، كما أظهرنا من خلال شخصية "أبوعبيدة" فئة المتاجرين بالدين الذين لا يستقرون على رأي. نعتمد على الصحف الوطنية والخارجية، ونهتم بالعناوين الكبيرة المركز عليها، ثم نقوم بصياغة الموضوع وفق اهتمام الصحف ذلك اليوم وميول الجمهور أيضا، ونحرص على الاحتفاظ بالمعلومة كما هي، نقدمها للمشاهد في قالب هزلي ساخر، كما أننا لا نهمل الأخبار المروجة في الشارع طالما أنها متداولة بين الناس. فالجرنان في آخر المطاف هو صورة للمجتمع الجزائري، مبني وفق التركيبة البشرية لسكانه، وعليه نسعى لإظهار مختلف الأمزجة السائدة فيه، ولا أعتقد - كما يقال عنا - أننا نروج لعقلية العنف في الألفاظ أو غيرها. في المسرح نقول التلميح أكبر من التصريح، ونحن نطبق المقولة في "جرنان الڤوسطو"، وما تشاهدونه لا يتم بالشكل المباشر الذي قد يظنه البعض. في ذلك الموقف لم نشر إلى الوزير صراحة، واستندنا إلى قصة خرافية هي الجميلة والغول لنبني على أساسها الفكرة، وفي لحظة معينة من الحوار يتم تكذيب ذلك وربطه بالإشاعات. ما أريد قوله أننا لا نتعمد القذف ولا التجريح في اأي شخصية كانت، ولكن لنا الحق في انتقاد أي شخصية عامة كمواطنين وبأسلوب مهني محض. بالضبط لا نملك النسبة، ولكن تصلنا أصداء من الشارع والأصدقاء والزملاء تقول إن "جرنان الڤوسطو" يحوز لحد الآن أعلى نسبة مشاهدة في البرامج المقدمة للجزائري عبر مختلف القنوات التلفزيونية الناشطة في الساحة. ولنا الشرف أن نكون سباقين إلى التاسيس لبرنامج سياسي ساخر من هذا النوع، علما أنها تجربة واردة في دول كثيرة.