جعفر الصادق، من أئمة المسلمين وعالم جليل وعابد فاضل من ذرية الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وله مكانة جليلة وعظيمة لدى جميع المسلمين، لقب بالصادق لأنه لم يعرف عنه الكذب، وسمي باسم جعفر تيمناً بجده جعفر الطيار الذي كان من أوائل شهداء الإسلام. جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضى الله عنه، يكنى بأبي عبدالله، وأمه هي فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، ولد سنة 80 هجرية المعروفة بسنة سيل الجحاف الذي ذهب بالحجاج من مكة، وتوفي جعفر الصادق سنة 148 هجرية عن 68 سنة، وقد اعتبره بعض المؤرخين من جيل التابعين، بينما اعتبره البعض الآخر مثل سهل بن سعد وغيره من جيل الصحابة، وقد روى عن أبيه، وعن عروة بن الزبير وعطاء ونافع والزهري وابن المنكدر، وأخذ عنه أبو حنيفة وابن جريج وشعبة ومالك ووهيب وحاتم بن إسماعيل ويحيى القطان، وروى له مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة. استطاع جعفر الصادق أن يؤسس في عصره أول مدرسة فقهية وتتلمذ على يده العديد من العلماء، ويقال إنه من أوائل الرواد في علم الكيمياء، حيث تتلمذ على يديه أبو الكيمياء جابر بن حيان كذلك، فقد كان عالم فلك، ومن علماء الكلام، وأديبا. وفيما يلي باقة من أشهر أقواله: إذا بلغك عن أخيك ما يسوؤك فلا تغتم، فإنه إن كنت كما يقول كانت عقوبة عجلت، وإن كنت على غير ما يقول كانت حسنة لم تعملها. إياكم والخصومة في الدين فإنها تشغل القلب وتورث النفاق. إذا أقبلت الدنيا على امرئ أعطته محاسن غيره وإذا أعرضت عنه سلبته محاسن نفسه. القرآن ظاهره أنيق وباطنه عميق. ما من شيء أسر إلي من يد أتبعتها أخرى، لأن منع الأواخر يقطع لسان شكر الأوائل. كفارة عمل السلطان الإحسان إلى الإخوان. تهلك ست بست: الأمراء بالجور، والعرب بالعصبية، والدهاقين بالكبر، والتجار بالخيانة، وأهل الرستاق بالجهل، والفقهاء بالحسد. منع الجود سوء الظن بالمعبود. إياكم وملاحاة الشعراء فإنهم يضنون بالمدح ويجودون بالهجاء.