قلت لحماري من قال إن خليدة ما تخدمش؟ هاهي المهرجانات تغرق بالأغاني والسهرات والجميع استمتع سوى أنت.. نهق نهيق الحمير وقال.. لست من هواة الرقص. قلت.. طبعا من يشعل رأسه بالتسوس السياسي لن يتلذذ بشيء آخر سوى الكلام الفارغ وأنت طبعا لا تهوى سوى ذلك. قال.. وهل وزارة الثقافة فكرت أن نقيم حفلا في الجنوب مثلا؟ قلت ساخرا.. لا الجنوب للحلب فقط هو يعطي البترول والبترول يعطي الملايير والملايير تصنع المهرجانات وهكذا. قال.. ولماذا هذا؟ قلت.. السياسة تتطلب ذلك يا حماري ثم سكان الجنوب "مصنوعين للشقاء" ولا يمكن أبدا أن تلهيهم الأغاني والرقصات. قال متعجبا.. من أين لك هذه النظرية؟ قلت.. هذا ما فهمته من خلال ما يحدث هم يطلبون العمل والرغيف والعيش الشريف فقط ولا يستهويهم شيء آخر. قال.. يقال إنهم سيعودون للشارع لأن مطالبهم لم تحقق. قلت.. وأين ذهبت وعود سلال التي أطلقها مثل البارود في السماء. قال ناهقا.. تبخرت مع الريح. قلت.. يعني سيدي مليح زاده الهواء والريح؟ قال ضاحكا.. الارتجال هو الذي هلك البلاد والعباد. قلت.. هذا أمر معروف عند القاصي الداني ولكن هل من محرك؟ قال.. لا لن يتحرك شيء لأن هذا هو المطلوب. قلت.. آه منك يا حماري أدخلتنا في السياسة وأنا أردت أن أكلمك عن الزهو واللهو ربي يهديك.. يا ممحون.