أجمع المشاركون في برنامج فطور الاستشراف حول "المنظومة التربوية" على أن الخطأ الذي وقعت فيه وزارة التربية، خلال مباشرتها الإصلاحات منذ 2003، هو تركيزها على البرامج والمناهج وإهمالها تكوين المربين، الذين يعدون أساس المنظومة التربوية، مطالبين الوصاية باستدراك الأمر حتى يتسنى تطوير المدرسة الجزائرية، داعين إلى الاهتمام بكل التخصصات العلمية والأدبية على حد سواء. أكد المشاركون في برنامج فطور الاستشراف الذي خصص لمناقشة قضية "المنظومة التربوية"، أن نوعية التربية ضعيفة جدا لتكوين كفاءات وإطارات المستقبل، من حيث البرامج والمناهج والكتاب المدرسي وكذا كيفية تلقين الدروس للتلاميذ بسبب ضعف مستوى المدرسين الذين لم يتلقوا تكوينا بيداغوجيا، موضحين أن المحتوى التعليمي في الكتب المدرسية ضعيف جدا، وأن أغلبية النصوص تقليدية وخيالية، حيث أشار "سعداني محمد الطيب" أستاذ بالمدرسة العليا للأساتذة بالقبة، إلى أن وزارة التربية عند مباشرتها الإصلاحات، تناست التركيز على أهم عنصر في العملية التربوية وهو المربي والمعلم، فاهتمت فقط بالمنهاج على حساب التكوين، وقامت بتغيير البرامج ومطالبته بتدريسها دون تكوينه عليها، خاصة وأنه لا يمكن الإجماع، حسبه، على أن كل من تخرج من الجامعة لديه معارف لتدريس 11 مادة، مضيفين أن عملية تخفيف البرامج التي قامت بها الوصاية أسوأ من عملية البناء ووضع مناهج، حيث أنها حذفت مواضيع في غاية الأهمية. وفي هذا الاطار، اقترح المشاركون في النقاش على غرار الدكتور "اسماعيل روينة" أستاذ بالمدرسة العليا للأساتذة، توسيع شبكة المدارس العليا للأساتذة التي تلعب دورا كبيرا في تكوين المعلمين، حيث أن 5 مدارس موجودة عبر الوطن حسبه غير كافية لذلك، وضرورة إنشاء معاهد للتكوين أثناء الخدمة لتكوين المربين على المناهج والبرامج الجديدة وكذا إعادة تفعيل دور المعلمين أو ما يعرف بمعاهد التكوين حتى يتسنى تكوين المربين، مؤكدين أنه حتى وإن لم يكن المنهاج في المستوى، فكفاءة المربي تؤدي إلى رفع المستوى التعليمي والعكس صحيح. من جهتها، اعترفت وزارة التربية الوطنية على لسان مدير التعليم الأساسي "عباسي"، أنها لم تركز على تكوين المربي واهتمت بالبرامج فقط، مرجعا ذلك إلى العشرية السوداء التي تركت برامج غير صالحة، وكان على الوزارة إصلاحها وتغييرها، مشيرا إلى أن الوصاية أعطت أهمية لتكوين المربين. أما فيما يتعلق بالمناهج، فقد أكد عباسي أنها غير كثيفة وأنها في حدود المعقول، مرجعا أسباب الشكاوى التي يقدمها الأساتذة إلى ضعفهم في تلقينها وعدم معرفتهم الطريقة الصحيحة لذلك، وفيما يخص المؤشرات الرئيسية للتربية، كشف كاتب الدولة لدى الوزير الأول مكلف بالاستشراف والإحصائيات أن المتخرجين من الجامعات في التخصصات العلمية التقنية لا يمثلون سوى 5.9 بالمائة، بينما في الشعب الأدبية والإنسانية فيمثلون 14 بالمائة من المتخرجين، وأجمع المشاركون على أن وزارة التربية عليها الاهتمام بكافة الشعب والتخصصات، ولا يجب إهمال شعبة على حساب تخصصات معينة.