حماري تعيس وأنتم تعرفون أن تعاسته لم تأت من العدم ولكن حال البلاد جعله يكبر قبل الأوان ويصير حمارا متوحشا يحبذ العيش وحيدا بعيدا عن الناس يترقب ما يحدث ويقضي وقته كله في النقد الحاد والكلام الجارح. قلت له ..بالله عليك افعل مثل غيرك وعش عيشة الذل وكفاك ثرثرة قال ناهقا...معيشة الذل أنا أعيشها والثرثرة لن أتركها والتعاسة سوف تلازمني للأبد قلت...هاجر واترك البلد لأهلها الذين يقدرون عليها قال غاضبا ..نحن أهلها يا هذا قلت...جاب لك ربي قال ...لا ما جابليش هي الحقيقة يا عزيزي قلت...إذن أخرج من همك وخليها على الله قال ناهقا..لم أقدر لم أقدر ليس بيدي هذا قلت...كل الناس مهنية وأنت تعيش في غضب شديد وهذا سيرفع عندك الضغط والسكر والملح وكل دعاوي الشر. قال ... هل يمكن مثلا أن تقول لي أين هي مؤسسات الدولة؟ قلت ساخرا..أنت أعمى ألا ترى حولك؟ قال ...لا قلت...إذن المشكلة فيك وليس في الدولة قال ناهقا...أكيد المشكلة في أنا قلت...المؤسسات تعمل والحكومة واقفة والوزراء يهرولون في كل اتجاه وأنت ترابط هنا في مكانك ولا تصلح سوى للكلام صاح في وجهي غاضبا ...خليني في همي وتعاستي ولا يمكن أبدا أن أكون مثل العميان أنا حمار شريف وسأبقى شريفا مدى الحياة، تصبح على ذل ومهانة.