ندد سكان حي قزوين ببلدية عين الزاوية الواقعة على بعد 45 كم جنوب مدينة تيزي وزو، بالسياسية المنتهجة من طرف السلطات المحلية في تسيير شؤون بلديتهم، التي جعلت حيهم يعاني من تدهور تنموي فادح الناجم عن غياب أدنى ضروريات العيش الكريم على غرار غياب التهيئة الحضرية، انعدام قنوات الصرف الصحي إضافة إلى هدر مبالغ مالية معتبرة في إنجاز مكتبة وروضة للأطفال دون أن يتم استغلالها. إعتبر سكان حي قزوين في تصريحاتهم ل"الجزائر نيوز"، أن الأوضاع المعيشية التي يواجهونها على مستوى حيهم ليست وليدة اليوم وإنما تعود جذورها إلى عدة سنوات خلت، مؤكدين أن غياب أدنى الضروريات بالحي ساهم إلى حد بعيد في جعل حياتهم هاجسا حقيقيا نظرا لما يتكبدونه من معاناة يومية المترتبة عن النقائص العديدة التي تعتري حيهم بسبب الركود التنموي الذي تشهده. كما أشاروا إلى أن النقائص التي يشهدها حيهم تنحصر بالدرجة الأولى في غياب التهيئة الحضرية به، حيث أن طرقاته تعاني من اهتراء كلي بسبب الحفر الكثيرة التي تغمرها دون أن يتم إعادة تهيئتها، "السلطات شرعت في إنجاز بعض أشغال التهيئة إلا أنها قامت بتجميدها ما جعل الوضع لا يحتمل بالحي بسبب الغبار وكذا الأوحال". كما أضافوا أن حيهم يتواجد في حالة يرثى لها على غرار بقية أحياء وقرى البلدية، ويفتقر إلى الإنارة العمومية فضلا عن الانتشار الغير عادي للنفايات المنزلية المرمية في كل مكان، وهذا الوضع بحسبهم - ناجم عن عدم تخصيص أماكن خاصة للسكان من أجل رمي النفايات المنزلية. وفي السياق ذاته، صرح سكان حي قزوين بأن المسؤولين المحليين في كل مرة يقومون بإدراج مشروع تنموي بالحي ومن ثم مباشرة أشغال إنجازه وبعد مدة يتم توقيف الأشغال لأسباب مجهولة، على غرار ما شهدته عملية تزويد الحي بشبكة قنوات الصرف الصحي، حيث قامت السلطات بإنجاز بعض أشغال المشروع قبل أن تتراجع عن ذلك، "الوضع سبب لنا مشاكل عدة وأضحت خطرا حقيقيا يهدد سلامة صحتنا بسبب الروائح الكريهة الصادرة من المياه القذرة، التي أصبحت موطنا للحشرات الضارة". من جهة أخرى، أكد قاطنو الحي، أن غياب المرافق الترفيهية والثقافية مشكل آخر يؤرقهم على الدوام، وفي هذا الصدد قالوا إن السلطات البلدية صرفت مبالغ مالية معتبرة لإنجاز مكتبة للبلدية بحيهم دون أن يتم الانتهاء من أشغالها منذ 10 سنوات، وهو الشأن نفسه الذي تعرفه روضة الأطفال التي اكتملت الأشغال بها دون أن يتم استغلالها. هذا، وأضاف سكان حي قزوين، بأنهم قاموا في العديد من المرات بمراسلة مسؤولي بلدية عين الزاوية من أجل احتواء الوضع القائم عن طريق تخصيص برنامج تنموي لحيهم "إلا أن لا حياة لمن تنادي".