قلت لحماري التعيس أحلم أن أرى بلدي مثل كل البلدان التي تسير وفق قاعدة الحق والواجب، وأن أرى أناسا يعملون ويحبون عملهم ولا يمارسونه بالإكراه أو ضد رغبتهم. قال ناهقا.. أنت تتكلم عن الصين أو ألمانيا قلت.. لماذا، وهل هؤلاء وحدهم من يحق لهم أن يكونوا بشرا قال.. طبعا لأنهم يحترمون بعضهم ويقدسون أوطانهم التي أعطتهم ما يحتاجون قلت.. ونحن العرب ماذا أعطتنا أوطاننا؟ قال.. بل قل نحن ماذا أعطيناها؟ قلت.. من حولي لا يوجد سوى الخراب قال.. والموت والدم والدمار قلت.. إذن لا يجب أن نطمع في أكثر من هذا؟ قال.. طبعا الوطن كما تعطيه يعطيك قلت.. لكن ما تقوله لا ينطبق على المنتفعين الذي برزت كروشهم من خيرات الوطن قال.. صحيح ولكن نظرة هؤلاء تختلف عن نظرتنا نحن قلت.. تقصد أن وطن الفقراء ووطن الأغنياء مختلف؟ قال.. لا هناك وطن واحد ولكن كل ينظر من زاويته قلت.. وأنت يا حماري كيف ترى. قال صارخا.. اخطيني قلت.. هل تخاف قول الحقيقة؟ قال .. لا ولكن لا أريد أن أقول أشياء قد أندم عليها قلت.. عاش الوطن مهما كان لونه وطعمه لا نملك سواه.