افتتح مؤخرا برواق عائشة حداد وسط العاصمة، معرض تشكيلي للفنان عمار طمين، وقد احتوى المعرض على أكثر من ثلاثين لوحة تنوعت بين السريالية والتجريدية، ويدخل هذا المعرض في إطار البرنامج المسطر من طرف مؤسسة فنون وثقافة لأجل تفعيل الحركة الثقافية لهذا الموسم، وقد جاء شعار المعرض بعنوان "لمسات إبداعية"، وسوف تدوم التظاهرة الفنية إلى غاية العاشر من شهر نوفمبر.تفننت ريشة الفنان التشكيلي، عمار طمين، برواق عائشة حداد، حيث تمكن من تحريك الأشياء الجامدة وتحويلها إلى رسوم تشكيلية مفعمة بالطاقة والنشاط، فهذا الأخير نسج من العدم لمسات في غاية المتعة والجمال، بحيث أنجز لوحات فنية متفاوتة الجمال، والملفت هو استعمال الفنان في مواضيع لوحاته لغة تنم عن الصدق والحس المرهف. وقد علق في قاعة العرض ما لا يقل عن ثلاثين لوحة، وهي نتاج عمل لسنوات ما بين 1989 إلى غاية 2013، وقد قسم الفنان معرضه إلى جزءين، الأول تطرق فيه إلى الطبيعة الخلابة التي تتمتع بها الجزائر، أما الجزء الثاني من المعرض فخصصه لمجموعة من البورتريهات لجميلات الجزائر، فالفنان حاول من خلال ريشته إبراز لمسات من الجمال الصامت الذي تتمتع به المرأة الجزائرية عبر مختلف ربوع الوطن. في "لمسات إبداعية" قام الفنان عمار طمين بسرد قصص وحكايات بمواضيع وثيمات متنوعة، استمد حبكتها من عالمه الذاتي وكذا الاجتماعي، فالفنان استغل كل التفاصيل الموجودة بالحياة ليقوم بتحويلها إلى أخرى تعج برائحة الجمال، فالحياة السياسية والاجتماعية والثقافية كلها ظهرت بأشكال متنوعة على لوحات الفنان، أما الشيء المميز للوحات المتواجدة بالمعرض، كون الفنان التشكيلي استخدم مواد خام متنوعة كالزيت والأكريليك والرصاص والحبر والخشب إلى جانب قطع الزجاج وهدفه من ذلك هو تقديم الجمال الفني لكن بلمسات متميزة. وقد تفاعل زوار المعرض مع الوحات التشكيلة التي اعتبرها البعض تحفة فنية في غاية الأهمية وأنها ستزيد من بريق وجمال المكان الذي سوف توضع فيه خاصة وأن هذه الأخيرة تحمل أبعادا ثقافية وتراثية جد عميقة تبعث على الاعتزاز والفخر لمقتنيها. الجدير بالذكر أن الفنان عمار طمين من مواليد 1966 بجيجل، أستاذ بمؤسسة الفنون الثقافية بالعاصمة، سبق وأن قام بالعديد من المعارض الوطنية إلى جانب تحصله على العديد من الاستحقاقات والتقديرات.