حسم الوزير الأول عبد المالك سلال لأول مرة النقاش حول العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة، إذ قال من أدرار صراحة بأن "بوتفليقة لن يغادر الحكم"، بينما تجاهل تماما الرد على أمين عام الأفلان عمار سعيداني الذي وصفه ب "اللاعب السيء". ختم الوزير الأول شطر مداخلته الأول، أمس، أمام المجتمع المدني لأدرار خلال زيارة العمل التي قام بها، ختمه بسرد تفاصيل نقاش جرى بينه وبين إمام إحدى الزوايا بسطيف في خضم زيارته الأخيرة لها، فحواه أن الإمام طرح على الوزير الأول انشغالا عن الزوايا قائلا "إننا نسمع أقوالا بأن الزوايا سينتهي عهدها برحيل الرئيس بوتفليقة عن الحكم"، فقال سلال "لقد أجبته بوضوح.. قلت له ناناك اللي تروح.. بوتفليقة ما يروحش والزوايا ما تروحش". وإذا كان الوزير الأول قد غلف الرسالة السياسية الحاسمة للجدل حول العهدة الرابعة، بروح الدعابة والأسلوب الشعبي إلا أنها الرسالة الأساسية الموجهة للطبقة السياسية قاطبة، إذ لأول مرة يخوض سلال بصراحة في العهدة الرابعة بهذا الشكل، إذ سبق للوزير الأول بسيدي بلعباس وأن صرح بأن الجزائر مقبلة على استحقاق الرئاسيات وأن الحكومة تحضر حوصلة الانجازات منذ مجيء الرئيس بوتفليقة إلى الحكم في 1999، وقد فهم المتتبعون والإعلاميون يومها أنها إعلان ضمني من الوزير الأول بأن بوتفليقة سيترشح لعهدة رابعة. لكن هذه المرة كانت العبارة جد واضحة، فرئيس الجمهورية "لن يغادر الحكم"، وإن كان عبد المالك سلال لم يُبين الكيفية التي سيبقى بها الرئيس في الحكم، إذ يتعارض مضمون البقاء الذي يتحدث عنه الوزير الأول مع إجراء الانتخابات الرئاسية كما سبق وصرح بذلك، إذ لا شيء محسوم كما يُفترض في انتخابات لم تُجر بعد. البعض ممن تلقف تصريح الوزير الأول في الوفد المرافق له بأدرار، فسره بأن سلال يريد القول من وراء عبارة "بوتفليقة ما يروحش" بأن الرئيس سيترشح لعهدة رابعة، وليس معناه بأن الانتخابات محسومة مسبقا. هذا ولم يتضمن تدخل الوزير الأول أي رد على عمار سعيداني الذي وصفه قبل زيارة أدرار بيومين أنه لاعب سيء، إذ تجاهله تماما رغم انتظار كثيرين احتمال رده على التصريحات النارية التي أطلقها سعيداني وشملت مؤسسات الدولة الحساسة وشخصيات وطنية على رأسها الوزير الأول. تنمويا، صبت الحكومة غلافا ماليا إضافيا يقدر ب 32.6 مليار دينار لولاية أدرار التي وقف فيها الوزير على مدى تقدم البرنامج التنموي الخماسي للرئيس بوتفليقة. ودعا سلال المجتمع المدني في أدرار أن تواصل المنطقة دورها الثقافي والديني بمد الاشعاع الوطني "كونها لعبت دورا مهما عن طريق أئمتها ذوي البصيرة والروح الإنسانية العالية في إطفاء جمرة الفتنة التي سادت الجزائر سنوات الإرهاب". وقرر الوزير الأول بالمناسبة ذاتها فتح الحدود الجزائرية مع مالي والنيجر لفسح المجال أمام فلاحي المنطقة لترويج تجارتهم بأسلوب المقايضة المعروف عنها، إذ تداعت تجارتهم بعد تشديد الرقابة مع مالي. وقال سلال "إن الحدود ستُفتح أمامكم في الشهر، مرة أو مرتين"، ومعروف عن فلاحي المنطقة أنهم يقايضون الفول السوداني والمنتوجات الغذائية الأخرى من تمر وخضار بالمواشي والإبل المالية والنيجرية.