- أغنية الملاعب أصبحت تنافس باقي الأنواع الموسيقية في الجزائر في لقاء جمع "الجزائر نيوز" مع فرقة "فيردي ليون" التي تتكون من الفرق الموسيقية الثلاثة "تورينو"، "باليرمو"، و«كاتاليا"، تحدث أفراد المجموعة عن جديدهم مع فرقة الراب "ديرتي ساز" حول الفريق الوطني، كما تطرقوا لموضوع الأغنية الرياضية ومدى تأثيرها على المشجعين الجزائريين. لمحة موجزة عن فرقة "فيردي ليون"؟ نحن عبارة عن ثلاث فرق.. "تورينو" نشأت في 2007، "باليرمو"2008 و«كاتانيا" في 2009. جميعنا نغني لفريق مولودية الجزائر، اجتمعنا سنة 2011 تحت اسم "فيردي ليون" لتتضافر جهودنا في التأثير على مشجعي العميد. والحمد لله تتمتع فرقتنا بسمعة طيبة والمشجعون يحبوننا، سواء داخل الجزائر أوخارجها، وحتى في البلدان المجاورة مثل تونس والمغرب. كيف ترون العلاقة التي تربط المشجع الجزائري بأغنية الملاعب؟ اكتشفنا أنه بالإمكان التحكم بالمشجعين وتصرفاتهم عن طريق الأغنية الرياضية، إذ يمكننا جعلهم هادئين أوعنيفين، لكن بالطبع نحاول استئصال العنف من ملاعبنا. هل تعتقدون أنكم نجحتم في مهمتكم هذه؟ صحيح أنه من الصعب أن نغير طريقة تفكير جيل بأكمله لكننا نحاول التقليل من حدة العنف، فعندما نقارن بين تصرفات مشجعي المولودية سابقا والآن، نجد فرقا كبيرا واضحا، فالأمور بدأت تتحسن، وعلى الأقل أصبح مشجعو الفريق الواحد متفاهمين بينهم. ماهي أهم المواضيع التي تتناولها أغانيكم عادة؟ الأغاني سابقا كانت كلها تدور حول الفريق لتشجيعه، كما كانت ترتبط بمواسم كروية معينة، ولكن الآن أصبحنا ننوع في المواضيع.. قررنا الغوص في الحياة الاجتماعية والحديث عن حياة الشبان اليومية، عن المشاكل التي يعانونها، عن العائلة، الوطن.. كل ألبوم يجمع بين أغان رياضية وأخرى اجتماعية، ليتنوع جمهورنا بتنوع أذواقه الموسيقية. مؤخرا لاحظنا إقبال العديد من الفنانين باختلاف طبوعهم على الأغنية الرياضية، هل يؤثر هذا فيكم؟ فترة التصفيات إلى المونديال التي نمر بها جعلت كل من هب ودب يدخل عالم الأغنية الرياضية بحثا عن الشهرة والبيع السريع. نحن لا نأبه لهذا النوع الدخيل، ولكن من المزعج أن تجد أسماء معروفة في نوع موسيقي محدد تزاحمك في مجالك بمقاطع لا معنى لها، يعتمدون على إيقاع بسيط ويجمعون كلمات سطحية ليسموها لاحقا "أغنية". بالنسبة لنا هذا العمل يساهم في تخفيض مستوى التذوق الفني والموسيقي عند الجزائريين. ما قولكم حول موضوع اقتباس فناني الأنواع الموسيقية الأخرى للأغاني الرياضية؟ العديد من مغنيي الراي أخذوا أغنياتنا ونسبوها إليهم مثل أغنية "ماما ميا" التي لقيت صدى كبيرا لدى الجزائريين.. سابقا كان مغنو الملاعب يقتبسون أغنياتهم عن مغني الراي، أما اليوم فانقلبت الموازين وأصبح العكس صحيحا، في الحفلات التي يقيمونها ينشدون مقاطعنا ليهزوا الجمهور ويثيروا حماسته.. يمكن القول إن أغنية الملاعب أصبحت تنافس الأنواع الموسيقية الأخرى في الجزائر. بالحديث عن أغنية "ماما ميا"، كيف كان رد فعلكم؟ خطأنا الأول في أغنية "ماما ميا" أننا لم نسجلها في الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة. أما المشكل الثاني هو أن البعض لا يخجلون من سرقة أغاني الآخرين لينسبوها إليهم. معظم المغنين اليوم لا يفكرون في كلمات مقاطعهم، أما نحن فنحاول جاهدين اختيار كلمات ذات معنى لنبعث رسائل واضحة، كلمات لا نخجل منها ويمكن سماعها في البيت مع العائلة أوفي الشارع. ما يميزنا عن الغير أننا نتعاون بيننا في تأليف مقاطعنا وننسب العمل الفردي للمجموعة حتى يسود التفاهم بيننا. رغم تمتعكم بشهرة كبيرة عند الشبان، إلا أنكم قليلا ما تنظمون حفلات، لماذا هذا الانقطاع عن الجمهور؟ من الصعب علينا تنظيم حفلات متتالية، لأن الجهات المسؤولة تفرض علينا حضور ما يكفي من أعوان الأمن والاحتياطات الوقائية، حيث أصبحت فكرة "العنف" مرتبطة اعتباطيا بالأغنية الرياضية وبمشجعي الملاعب. ألا تعتقدون أن رأيهم صحيح ؟ لا نجد العنف في الملاعب فقط، هذه الظاهرة تنتشر في كل مكان، في البيت، الشارع، المدارس.. رواد الملاعب يختارون هذا المكان لكثرة المشاكل في حياتهم، يقصدون المباريات للترفيه عن أنفسهم أين يخرجون مكبوتاتهم بالصراخ والقفز والغناء. معظم المشجعين في الملاعب "ولاد فاميليا" لكن هناك فئة قليلة منحرفة تذهب إلى الملاعب قصد التخريب والاعتداء، وهذه المجموعة هي التي شوهت صورة المشجع الجزائري، فهم يبحثون عن المشاكل في كل مكان. نحن نسعى إلى تغيير الفكرة التي تدور في المجتمع الجزائري، والمتمثلة في أن كل من يذهب إلى الملاعب شخص سيء، ولهذا يجب أن نحسّن تصرفات رواد الملاعب. ماذا عن عملكم الجديد مع فرقة الراب "ديرتي ساز"؟ "فيفا لالجيري" هي أغنية من نوع جديد لم يسبق لنا أن جربناه من قبل، حيث خرجنا من أسلوب أغنية الملاعب واتجهنا إلى أسلوب "الهاوس"، وهذا لسببين، الأول هو التميز عن غيرنا، والثاني لتكون الأغنية عالمية. سجلناها تحية للفريق الوطني، وسيخرج الفيديو الكليب قريبا. أما بالنسبة للألبوم فأغانيه جاهزة ولكننا لن نعلن عنه حتى يتأهل الفريق الوطني. هل من جديد موسيقي غير الأغنية مع فرقة "ديرتي ساز"؟ لدينا مشاريع جديدة سترى النور قريبا، وتتمثل في ثلاثة ألبومات، الأول عن الفريق الوطني، الثاني عن المولودية، والثالث سيكون اجتماعيا. سننوع في الألبومين الأول والثالث بين العديد من الأنواع الموسيقية مع فنانين آخرين، حيث نجهز أغان مع أسماء عالمية لخدمة الأغنية الرياضية الجزائرية والارتقاء بها إلى مستوى عالمي يتجاوز الجزائر. هناك العديد من المقاطع التي نجهز لها تدور في المجال الاجتماعي والكروي، كما جهزنا أغنية تدعو إلى التعاضد بين الشعبين الجزائري والمغربي حتى لا تفرق بينهما السياسة، فنحن نؤمن أن الموسيقى قادرة على تغيير أفكار المستمع، وبالتالي تصلح بعض ما أفسدته السياسة. كلمة أخيرة إن شاء الله سنربح المباراة، وانتظروا جديدنا لأن ألبوماتنا الثلاث ستتناول كل المواضيع.