شكلت دائرة برج منايل، السبت الماضي، المحطة الأخيرة من القافلة الأدبية المغاربية، المنظمة بالشراكة بين الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي وبيت المبدع الدولية. رئيسا الهيئتان، الجزائري توفيق ومان والمغربية ريجانة بشير، أكدا في كلمتهما الختامية على دور الثقافة في تلحيم العلاقات بين دول المغرب العربي، وأبرزا دور الجزائر في لم شمل مثقفي المنطقة. استضافت جمعية "دزاير الخير" لدائرة برج منايل، ولاية بومرداس، ظهيرة السبت الماضي، أعضاء القافلة المغاربية المكونة من كتاب وشعراء من الجزائرتونس والمغرب، فيما تعذر حضور موريتانيا وليبيا. وفتح المجمع الثقافي لبرج منايل أبوابه للوفد الذي اختار إسدال الستار على طبعته الأولى بالجزائر، بهذه المنطقة ومع جمعية دزاير الخير المكونة أساسا من شباب البلدية والدائرة، الذين أخذوا على عاتقهم مهمة إحياء الوجه الثقافي لمحيطهم، ومساعدة ولايتهم في النهوض من دمار زلزال 2003. وهو ما اطلع عليه الوفد المغاربي، من خلال الاستماع لشروحات رئيس الجمعية، مرزاق حمداش، الذي أبرز دور مثقفي المنطقة من طلبة وجامعيين وإطارات وحتى رجال أعمال وتجار، في مسح اثار "النكبة". وهو ما اثار إعجاب القافلة التي أبدت رغبتها، على لسان ريحانة بشير رئيسة بيت المبدع الدولية، في العودة إلى برج منايل، السنة المقبلة، وإحياء تظاهرة لمدة أسبوع كامل، قصد اسكشاف كل المنطقة وما جاورها من ولايات، بهدف التوغل ثقافيا في كل أرجاء الجزائر وتجنبا للنشاط المتمركز بالمدن الكبرى. قال توفيق ومان، رئيس الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي، أن اسهامه في إنجاح هذه القافلة يدخل ضمن رغبة الجمعية في "تلاقح ثقافي حقيقي"، واعتبر الجولة الثقافية والسياحية لبيت المبدع الدولي "جزء من العمل الكبير الذي تسعى إليه الجزائر كاملة"، في إشارة منه إلى تقريب المسافات وتجاوز عقبات الحدود. من جهتها ركزت ريحانة بشير، على ما سمته "رهان تطوير التجارب الإنسانية"، وقالت إن "جولات جميعة بيت المبدع الدولية تستمد من الجزائر روح الجهاد الفكري". البويرة من جهتها استقبلت الوفد المغاربي، عشية رأس السنة الميلادية الجديدة، وإلى سور الغزلان توجهت المجموعة تحت قيادة المكتب الولائي للجمعية الجزائرية للأدب الشعبي، وبالتعاون مع مديرية الثقافة ودار الثقافة لولاية البويرة، للمشاركة في فعالية اختير لها شعار "العلم رمز القيم والسيادة الوطنية"، وكانت محطتهم الأولى متحف جيش التحرير الوطني، ثم زيارة معالم تاريخية لسور الغزلان، والمكتبة العمومية، قبل أن تحتضنهم دار الثقافة بمقر الولاية، وهناك استمع الجميع إلى باقة من القصائد المختارة في الفصيح والشعبي والملحون. كما كانت الفرصة مواتية لتكريم بعض الأسماء الثقافية الراحلة، على غرار الشعراء يحيى بن عثمان، يوسف اقني، جعفر جواهرة، وداود مصطفى. ثلاثة ساعات من التقارب جلس فيها أعضاء الوفد المغاربي إلى أقرانهم من الجزائر وقد اتفق الجميع على حاجة كل واحد منهم للتعرف إلى الآخر، والتقرب إليه بعيدا عن زوم السياسة.