شدّدت وزارة التربية الوطنية لهجتها ضد الأساتذة والمعلمين المضربين، الذين رفضوا العودة إلى قاعات التدريس وتمسكوا بالإضراب رغم تهديداتها المتكررة بالفصل عن المنصب، حيث ينتظر أن تباشر الوزارة عملية الفصل خلال اليومين المقبلين بعد إرسال آخر إعذار لكل معني بالأمر، وبهذا سيكون هو اليوم الحاسم للخلاف الحاد بين الوصاية والنقابات. تباشر وزارة التربية الوطنية اليوم، عملية إرسال الإعذارات الثانية للأساتذة والمعلمين المضربين، وهذا بعد الإعذار الأول الذي أرسلته إليهم نهاية الأسبوع المنصرم، عقب رفض المعنيين الامتثال لقرار العدالة القاضي بعدم شرعية الإضراب، حيث ينتظر أن تباشر بعد مرور 48 ساعة من وقت ارسال الإعذار الثاني في عملية الفصل والطرد النهائي من المنصب للأساتذة والمعلمين الرافضين العودة الى قاعات التدريس، وهذا عن طريق محضر قضائي ويتم تطبيق الإجراء بصفة فردية، وبهذا الإجراء تكون وزارة التربية الوطنية قد نفذت جزءا من التهديدات التي توعدت بها المضربين في حال عدم العودة الى العمل خاصة بعد تلبية أغلب المطالب المرفوعة والتي تخص دائرتها الوزارية بينما بقت بعض المطالب قيد المشاورات بين عدة دوائر وزارية والوظيف العمومي. وقد طالبت وزارة التربية الوطنية في تعليمة لها وجهتها الى مديرياتها الخمسين عبر الوطن، حول تنفيذ الإجراءات القانونية بخصوص الموظفين المضربين أن يتم تبليغ الرافضين العودة إلى العمل بالإجراءات القانونية التي ستتخذ ضدهم وبالأخص إجراءات إهمال المنصب وتوقيف الراتب. كما دعت الوزارة من مديرياتها ايفادها بالقوائم الاسمية للمضربين، ونسخ من اعذارات الالزام بالعودة نظرا لاستنفاد الآجال القانونية وكذا تقديم تقرير تفصيلي يوميا حول سير العملية، من جهتها، جدّدت نقابات التربية تمسكها بالإضراب بداية من اليوم، حيث أكدت كل من المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "الكناباست" والاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "الانباف" والنقابة الوطنية لاساتذة التعليم الثانوي والتقني "السناباست" تمسك قواعدها العمالية بالإضراب الذي يدخل أسبوعه الثالث بالنسبة للاتحاد و«السناباست" والثاني بالنسبة "للكناباست"، وأوضحت أن تهديدات وزارة التربية ووعيدها بالخصم من الأجور والفصل من المناصب لم يثني من عزيمة المضربين، بل أكدت أنها ستؤدي الى تعفين الوضع في قطاع التربية وتفاقم الأزمة الحالية الموجودة بين الوصاية والنقابات، وأكد ممثلو النقابات المضربة أن قرار مواصلة الإضراب جاء بعد عدم استجابة الوزارة لمطالبهم ولجوئها في مقابل ذلك إلى ما وصفوه بهجوم تصعيدي وخطير معادي للحريات والحقوق النقابية، خاصة وأن الوزارة حسب النقابات كثفت من تضييقها على ممارسة حق الإضراب الذي يكفله الدستور وتحميه المواثيق والمعاهدات الدولية منتهجة التهديد والترهيب. وأوضح المنسق الوطني ل«السناباست" مزيان مريان، أنه وعوضا عن التوجه للبحث عن الحلول للمطالب المرفوعة إليها وهي غير تعجيزية، اعتمدت الوزارة على ترسانة من القرارات والتعليمات العقابية في محاولة منها لإجبار المضربين للعدول عن إضرابهم. من ناحية أخرى، قرّر مجلس ثانويات الجزائر "الكلا" الدخول في إضراب ليوم واحد وهذا يوم غد الاثنين، تضامنا مع النقابات المضربة من جهة، وتنديدا بلجوء الوزارة الى الاساليب "القمعية" بصورة آلية أمام مطالب عمال التربية. ودعا "الكلا" جميع النقابات المستقلة الى التجنيد والتوحد في إطار واحد للاحتجاج لمواجهة أساليب الوزارة حسب ما تضمنه بيان المجلس. يذكر أن إضراب نقابات التربية يدخل أسبوعه الثالث على التوالي، وهذا ما يعني ضياع العشرات من الدروس بالنسبة للتلاميذ، وحسب مسؤول مطلع بقطاع التربية، فإن استدراك هذه الدروس الضائعة من المستحيل أن يتم لا في عطلة الربيع ولا في أيام الأسبوع كيوم السبت وأمسية الثلاثاء، خاصة أن إضراب "الكناباست" في شهر أكتوبر المنصرم وما ترتب عنه من دروس ضائعة لم يتم تعويضها كلها، إضافة الى الدروس الضائعة حاليا، وهذا ما يعني أن التلاميذ خلال الثلاثي الثاني الحالي حسب مصدرنا لم يدرسوا سوى قرابة أسبوعين فقط. وقد كان أولياء التلاميذ قد طالبوا الوزير الأول عبد المالك سلال التدخل لانقاذ مصير أبنائهم، كما دعوا وزير التربية عبد اللطيف بابا احمد الى تخصيص دورة ثانية للبكالوريا في ظل الضياع الكبير للدروس.