أشار الاستاذ عاشور فني، في مداخلته البارحة بمركز مصطفى كاتب لمؤسسة فنون وثقافة، ان النشاط الثقافي في الجزائر لم يرق بعد الى مبحث اقتصادي كما هو الحال في الدول الغربية. من جهتهم تحدث كتاب اعلاميون عن تجربتهم في نشر كتب ومعاجم بعيدا عن العمل الصحفي. قال عاشور فني، ان الحراك الثقافي التي تعرفه الجزائر، ما يزال بعيدا عن جقل الدراسات الجادة، التي من شأنها رسم ملامح العاملين في الحقل الاعلامي و المختصين في الثقافة و الفن بشتى انواعها و اشكالها. و اكد أن من بين الاسباب التي دفعته الى ولوج الجامعة الجزائرية، هو درجة الاهمال و سوء التقدير التي تعرض اليها منتصف الثمانينات، رغم تفوقه. ويرى أن لحظة "الغضب" التي اخرجته من الصحافة دفعته الى دراسة اقتصاد المؤسسات الإعلامية، ومتابعة مسارها المهني من زوايا محددة. كما أكد فني، أن سلسلة الاصدارات التي نشرت له لدى الوكالة الوطنية للنشر و الاشهار، هي نتاج اختصاصه في مجال اقتصاد الاعلام. اللقاء الذي نظمته "منشورات أناب" في اطار اسبوعها الثقافي، كان فرصة تحدث من خلالها مجموعة من الصحفيين الجزائريين، عن تجربة الكتابة بعيدا عن اعمدة الصحافة، من بينهم عثمان لحياني مؤلف "تونس ... حالة ثورة: محنة الديمقراطية والنجاح الممكن" قال بخصوصه: " منطلق تأليف كتابي كانت الثورة التونسية، لحظة انعتاق تونس من النظام الديكتاتوري"، و يضيف: "زخم المعلومات الذي اصبح بحوزتي بفضل العمل الصحفي اليومي لصالح يومية الخبر، دفعني الى التفكير في كيفية تحويله الى كتاب... كان علي ان احول الحوارات و اللقاءات و الروبرتاجات الى نص ثان زمنه مستقبلي و ليس آني". وإذا كان لحياني يرى أن ثورة الياسمين قد حققت نجاحا ملموسا، بفضل المجتمع المدني بالدرجة الأولى، ترى فتيجة زماموش العكس: "لست من رأي لحياني، إذ لا يمكن ان نقول أن ثورة تونس نجحت بالنظر الى العمل الطويل الذي ما زال امامه لانجازه". زماموش صاحبة "الحراك الاجتماعي في تونس من خلال الصحافة الجزائرية"، انطلقت من دراسة اكاديمية سمحت لها بتسجيل " الحضور الجهوي كان ممثلا في اتحاد العام للشغل"، في اشارة منها الى الشمال و الجنوب التونسيين. صوريا بوعمامة صحفية بالتلفزيون الجزائري، تأثرت هي الاخرى بالأحداث في تونس، بالضبط بهجوم جبل شعانبي الذي اودى بحياة عناصر من الجيش التونسي: "كنت اتابع الاخبار وحدي في البيت، وغذ بمشاهد البكاء و الصراخ على القنوات التونسية، تنقل الم الشعب و اهل الضحايا، ومعها استعادت ذاكرتي ما عاشته الجزائر في التسعينات ورحت اكتب تجربتي الخاصة"، و أسرت بوعمامة انها كتبت تلك المرحلة من وجهة نظرها شخصيا، و لم تكن تدعي التأريخ لحقبة عسيرة من حياة مؤسسة التلفزيون وعمالها. في الوقت الذي حكم فيه حميد عبد القادر مؤلف "أسفار الزمن البهي"، على ابتعاد صحفي القسم الثقافي اليوم عن مناقشة امهات القضايا الثقافية و اكتفائهم بالتغطيات الاعلامية و ابتعادهم عن الالتزام سياسيا، عكس صحفيو زمن عبد القادر، اكد نزيم أزيري منجز "معجم العامية الجزائرية" أن إصداره الاول عند "اناب" فتح امامه شهية كتابة اعمال اخرى قيد التحضير لها.