أرجع رئيس حزب جبهة المستقبل بلعيد عبد العزيز، المترشح للانتخابات الرئاسية، أمس، سبب التزوير الذي يحدث في مختلف الانتخابات في الجزائر إلى عزوف المواطنين عن الانتخاب، مؤكدا أن ما أسماه "الاستقالة الجماعية"، في إشارة إلى العزوف الشعبي، "لو لم تكن لما حدثت هذه الممارسات"، المتمثلة في تزوير الانتخابات. وقال بلعيد، خلال ندوة صحفية في فندق "هيلتون"، إنه قصد مختلف الولايات ليحث المواطنين، وعلى رأسهم الشباب، على المشاركة بقوة، مشددا على ضرورة "أن تكون المشاركة كبيرة لقطع الطريق على هذه الممارسات"، واعدا أنه، في حالة حدوث تزوير في الانتخابات المقبلة، سيتم اتخاذ موقف جماعي للحزب، عن طريق مؤتمر وطني، ويعلن عنه في ندوة صحفية. كما أكد مرشح جبهة المستقبل "وجود أزمة ثقة بين المواطن والسياسي"، لأن المواطن أصبح ينظر إلى السياسي على أنه "كاذب ومنافق"، مضيفا "لم أقل أزمة ثقة بين المواطن والسلطة، بل بين المواطن والسياسي، لأن السلطة -حسبه- تأتي من الممارسة السياسية"، مؤكدا "صعوبة إعادة الثقة إلى الشباب في سلطته ومؤسساته، وحتى في وطنه، وهو ما يتجلى في ظاهرة الحرقة والانتحارات". وأشاد بلعيد عبد العزيز ب"الترحاب" الذي لمسه في كل الولايات التي زارها، خلال الحملة الانتخابية، مرجعا سبب ذلك إلى أنه "لم يكن استقبالا بروتوكوليا، بل كان جد بسيطا"، كما نوه ب"الحضور الكبير" للمواطنين و"التفاعل الشعبي" مع برنامجه الانتخابي، "لأننا -يقول بلعيد- لم نقدم وعودا كاذبة أو مستحيلة التنفيذ"، مضيفا "ولأن البرنامج متكامل ومفتوح على كل النقاشات والانتقادات، لأن بناء الوطن لا يكون من طرف شخص واحد، أو مجموعة واحدة، بل يبنى بسواعد جميع الجزائريين". وعن عبارة "يابان إفريقيا"، التي أطلقها خلال الحملة الانتخابية، أوضح بلعيد أن المعنى منها "ليس أن نصبح فعلا كاليابان، وإنما القوة الاقتصادية الأولى في إفريقيا"، مؤكدا أن الجزائر "لديها كل الإمكانيات لتصبح قوة اقتصادية حقيقية"، وأنها "لن تكون هذه القوة إلا بالبعد الإفريقي"، لأن "العالم، اليوم، أصبح مشكلا من أقطاب، ولا يمكن للجزائر أن تنافس أوربا مثلا، إلا من خلال قطب اقتصادي إفريقي تكون الجزائر قائدة له"، حيث أكد أن الجزائر لديها كل المؤهلات لذلك. هذا وعاد بلعيد إلى أحداث غرداية، التي أكد أن المشكل المذهبي فيها هو "ثانوي"، أما المشكل الأساسي فهو "اجتماعي، اقتصادي وتنموي"، رافضا أن يكون لليد الخارجية دخل فيها، حيث قال "أنا لا أؤمن باليد الخفية، لأنه كلما نفشل نقول هناك يد خارجية"، مضيفا "كونوا واقعيين"، مخاطبا الأطراف التي تتحدث عن دور اليد الخارجية في أحداث غرداية. وعن سبب عدم زيارته للولاية، خلال الحملة الانتخابية، رد بلعيد "لسنا ممن يمارسون السياسة على أنقاض الجزائريين"، متمنيا أن يحصل الوئام بين المواطنين هناك، مؤكدا "لو عندي نسبة 1 في الألف لحل الأزمة في غرداية، لذهبت في الحال إلى هناك". وحول سيناريو الدور الثاني، الذي يطرحه الكثير من المراقبين، عبّر أصغر مترشح في الانتخابات الرئاسية عن ثقته في الفوز، أو أن يكون في الدور الثاني، في حالة إجرائه، حيث أكد، في نفس السياق، "سأبقى مناضلا حتى يصل هذا الجيل (جيل الاستقلال) إلى هرم السلطة، ويتمكن من تسيير البلاد".