كواليس اليوم الخامس لمهرجان "كان" كانت حافلة ليس بعروض الأفلام فحسب، بل وبالفعاليات المصاحبة التي تألق فيها خصوصاً نجوم فيلم "ذي إكسبندابلز 3"، وفي مقدمتهم سيلفستر ستالون وآرنولد شوارزنيغر. حيث عرض فيلم "ذي إكسبندابلز 3" (The Expendables 3) الذي يشارك في بطولته نخبة من النجوم، على رأسهم سيلفستر ستالون وآرنولد شوارزنيغر وميل جيبسون وهاريسون فورد وأنتونيو بانديراس. وفي إطار الدعاية للفيلم، استقل ستالون وشوارزنيغر وجيبسون ثلاث دبابات سارت على شاطئ "كان" في الريفيرا الفرنسية وأخذوا يلوحون لمعجبيهم. يذكر أن الفيلم لا يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان. وفي الليلة نفسها قدم المخرج الكندي ديفيد كرونينبرغ في مهرجان "كان" معالجته السينمائية الخاصة لغرام هوليوود بالجنس والطعن في الظهر وإضافة بعض الأشباح، في فيلم (مابس تو ذا ستارز) الذي كتب له السيناريو الممثل والكاتب بروس واغنر، فهو يقدم مجموعة من الشخصيات غير السوية من بينها طفل ممثل يتعافى من إدمان المخدرات وشقيقته المصابة بالفصام ووالداهما اللذان يخفيان سرا كالح الظلام عن الممثلة السابقة التي تحلم بإعادة تمثيل دور لعبته أمها التي ماتت في حريق. وتعطي الأشباح التي تحوم في الفيلم لأم الممثلة ولطفل غريق ولطفلة توفيت في مستشفى بعد أن زارها الطفل الممثل الفيلم، بصمة روحية تشير إلى أن هوليوود ليست مدينة الأحلام فقط بل مدينة الكوابيس أيضا. كما عرض فيلم الممثل الأمريكي تومي لي جونز (ذا هومزمان). ووصفت (هوليوود ريبورتر) فيلم جونز بأنه يقدم "نظرة مستغرقة حزينة عن حظ النساء العاثر في الغرب القديم". ويقوم ببطولته إلى جانب جونز الممثلة الحاصلة على جائزة أوسكار مرتين هيلاري سوانك كفريق يرافق مجموعة من النسوة أصبن بالجنون. ويزخر مهرجان "كان" هذا العام في المسابقة الرسمية بأفلام تتناول سيرة مشاهير عبر العصور ومن أهمها "سان لوران" من إخراج الفرنسي برتران بونيلو. إن لم يلق فيلم "سان لوران" لبرتران بونيلو تشجيع إيف بيرجيه شريك حياة إيف سان لوران ومسيرته المهنية، فربما لأنه يقدم صورة قاتمة عن عالم المخدرات والهلوسة التي كانت ضريبة دفعها مصمم الأزياء الشهير من أجل الجمال والفن. غاسبار أوليال يتقمص دور مصمم الأزياء الفرنسي الشهير إيف سان لوران. "سوان" هي إحدى أهم شخصيات الكاتب العظيم مرسيل بروست، هذا الاسم المستعار هو الذي كان يستعمله سان لوران لحجز غرف في الفنادق. وقبل أقل من ستة أشهر صدر في فرنسا فيلم آخر حول إيف سان لوران، للمخرج جليل لسبير. كما استطاعت النجمة الهوليودية سلمى حايك أن تخطف الأضواء في رابع أيام مهرجان "كان"، وذلك من خلال تصديها لإنتاج فيلم رسوم متحركة بعنوان "النبي" وهو مأخوذ عن كتاب جبران خليل جبران الذي يحمل الاسم نفسه، الذي يشارك فيه تسعة من كبار مخرجي الرسوم المتحركة تحت إشراف روجر أليرز، مبتكر الأسد الملك (LionKing) في السينما. وقالت سلمى الحايك عن الفيلم إنه يقدّم درساً مفصلاً وسهلاً لكتاب "النبي"، من خلال فتاة صغيرة عمرها ثماني سنوات، تلتقي سجينا سياسيا اسمه مصطفى في جزيرة متخيلة، وتعيش مرحلة التحول لدى "مصطفى" بعد إطلاق سراحه من قبل حاكم الجزيرة، وكيف يستطيع مصطفى مساعدة الناس لحياة أفضل، وأضافت "الحايك": أنا أعتقد أن الصور المتحركة هي فن لا حدود له، وشيء جميل أن ننتج هذا العمل الكبير لنعطيه بعداً تحليلياً، ونسهل تفسير كتاب النبي". والجدير بالذكر أن عدداً من نجوم "كان" شاهدوا الفيلم وقدموا قراءات مختارة لجبران خليل جبران، من أبرزهم النجمة الفرنسية جولي كاييه، والنجم جيرار ديبارديو، والمطرب الفرنسي اللبناني ميكا. وكانت سلمي حايك ذات الأصل اللبناني، لفتت الأنظار إليها للمرة الأولى أثناء مرورها على السجادة الحمراء رافعة لافتة "أعيدوا بناتنا" موجهة إياها إلى جماعة "بوكو حرام" النيجيرية التي اختطفت عشرات من تلميذات المدارس هناك في إطار صراعها مع السلطة.وفي مسابقة الأفلام الرئيسية وطبقا لتجميع مجلة (سكرين إنترناشونال) لآراء النقاد الدوليين يحتل الصدارة فيلم (نوم الشتاء) للمخرج التركي نوري بيلجه جيلان وفيلم المخرج البريطاني مايك لي (السيد تيرنر) الذي يقدم سيرة فنان آخر عاش بين القرن الثامن عشر والتاسع عشر، يصارع أيضا عالمه الداخلي المتناقض مع ما حوله.. يستمر مهرجان "كان" 12 يوماً ومن المقرر أن توزع جوائز ومن بينها جائزة السعفة الذهبية يوم 24 ماي. رحيل أيقونة التصوير السينمائي .. غوردون ويليس عندما نناقش ما يسمى نهضة هوليوود منذ 1970، فإننا نميل إلى التفكير في بعض المخرجين: روبرت ألتمان، فرانسيس فورد كوبولا، هال اشبي. ولكن إذا كان هناك مصور سينمائي واحد هو الأكثر ارتباطا مع ذكاء إبداعاتهم، والاستقلالية الفردية للأفلام التي عمت هذا الزمن، فإنه غوردون ويليس. اسمه كان علامة مضمونة على نجاح الفيلم. وبرحيله عن عمر ناهز 82 عاما، تكون هوليوود قد فقدت واحدا من أكبر مديري التصوير، وأحد عيون السينما البصرية الأكثر تأثيرا وحضورا، الذي عرف بعمله مع جيل كامل من المخرجين، وافته المنية قبل يومين، ولكن أعماله سوف تلهم صناع الأفلام إلى الأبد. واشتهر ويليس بتصوير العديد من أفلام المخرج والممثل وودي ألن وبعضا من روائع هوليوود من بينها فيلم "الأب الروحي" بأجزائه الثلاثة بمشاركة عمالقة السينما الأمريكية كمارلون براندو وآل باتشينو وروبرت دي نيرو. ونشرت مطبوعات هوليوود خبر وفاته ونقلت صحيفة "ديدلاين" الإلكترونية عن ريتشارد كرودو رئيس الهيئة الأمريكية لمديري التصوير في قوله إن هذه لحظة حزينة وأن جوردون ويليس "كان أحد عمالقة التصوير وغيَّر بحق صورة الأفلام". وكان ويليس قد فاز بجائزة الأوسكار الشرفية عن مجمل أعماله عام 2010 ورُشح في وقت سابق لجائزة أوسكار أفضل تصوير عن فيلمي "زيليغ" للمخرج وودي ألن والجزء الثالث للفيلم "الأب الروحي. الشيء الأكثر أهمية حول أفلام غوردون ويليس هو أنه صور فقط 37 فيلما طويلا، ومع ذلك، تبرز كلها كأعمال مبدعة لافتة للنظر تماما: آلان ج باكولا في "كل رجال الرئيس" و«Klute" الذي فازت جين فوندا عن دورها فيه بأول أوسكار لها، فرانسيس فورد كوبولا "العراب" بأجزائه الثلاثة؛ ثمانية أفلام مع وودي آلن بما في ذلك "آني هول"، "مانهاتن"، "الداخلية " و«زيليج" و«وردة القاهرة القرمزية، حيث استفاد ألن من ويليس حول كيفية التفكير البصري سينمائيا، وخلق المشاهد التي كانت مثلما هي إبداع بصري هي كوميديا مضحكة. وهال أشبي "المالك" وهي ليست سوى بعض من الأفلام التي تظهر براعة المصور السينمائي والتي جعلت منه واحدا من أفضل مبدعي الصورة السينمائية على الإطلاق. من سيطرة باردة من "Klute" إلى الإحاطة بالسرية، والظلام المهيب تقريبا في "العراب" حيث نظرة التصوير جزء لا يتجزأ من عظمة العمل، مما يشير إلى كل من الحنين والرهبة، وخلط داكن مع الظلال التي تغطي العينين ونوايا الشخصيات. كافح ويليس من أجل التوصل إلى استراتيجية البصرية للفيلم قبل الإنتاج. وعبر جمالية باللونين الأسود والأبيض عمل "مانهاتن"، وفي التعاون مع صناع السينما كان ويليس يعمل مع على إثارة هذا المزاج غير الملموس لكل من صورهم. ولكن كان لعمله الفضل بتقديم صور مذهلة فريدة من نوعها إلى قائمة أفلام تتراوح بين الرومانسية "مانهاتن" والأفلام الموسيقية "البنسات من السماء" إلى فيلم ووترغيت "كل رجال الرئيس" إلى الكوميدية الجادة (آني هول) مع هذه الأعمال السينمائية وغيرها يحاول السينمائيون معرفة كيف استطاع صياغة مثل هذه الأساليب البصرية الغنية العميقة لأنواع مختلفة من الأفلام. كاميرا ويليس "تشبه الحلم، والشرود. وكان للنقاد والجمهورالفضل في تصنيف الأفلام التي صورها إلى مصاف الكلاسيكيات. «عليك أن تفهم: فعلت أشياء في البنية البصرية لا أحد كان يقوم بها في أعماله، وخصوصا في هوليوود لم أكن أحاول أن أكون مختلفا، أنا فعلت ما أحببت لا تسيئوا عندما أقول أنا حقا ما كان إبداعي"، ذاك ما قاله ويليس في حوار في عام 2009. وقال أيضا "كنت أطمح إلى أن أصبح حقا ما وصلت إليه وقعت في حب مع الأفلام عندما كنت أشب عن الطوق، ويجب أن أقول، كانت محاكاة الأشياء التي رأيت الآخرين بها، هي طريقة تعلمي، ولكن لدي ذلك التواصل الدائم مع الماضي القريب، وأفعل الأشياء التي تشعرني أنني على حق... أو أفضل بها". وكان آخر آعمال ويليس عام 1997 بتصوير فيلم في "عون الشيطان" لباكولا، وبعد ذلك، وبسبب ضعف بصره، مضى المصور السينمائي بعيدا عن المجموعات السينمائية. لكنه ترك الإرث الأفضل وراءه، مما ساعد على وضع طابع الإبداعية، أفلام تعرف ليس فقط في عصر ما، ولكن في تاريخ السينما الأميركية ككل. وكانت علاقة ويليس مع الأفلام قد بدأت منذ سن مبكرة، نشأ في كوينز حيث عمل والده في ماكياج الأفلام خلال فترة الكساد، حاول أن يصبح مصورا للموضة، لكنه انضم إلى سلاح الجو خلال الحرب الكورية، وعمل على الأفلام التعليمية. ليعود إلى الولاياتالمتحدة، شغل منصب مصور في الإعلانات التجارية والأفلام الوثائقية، وأصبح أخيرا مديرا للتصوير عام 1960 في وقت متأخر. قبلة ليلى حاتمي في مهرجان "كان" تغضب الإيرانيين أبدت السلطات الإيرانية استياءها مما وصفته ب«غير اللائق" وهو قبلة الممثلة الإيرانية ليلى حاتمي عضو لجنة التحكيم في مهرجان "كان" لمدير المهرجان جيل جاكوب. وتداولت وسائل الإعلام الإيرانية صورة الممثلة وهي تقبل خد جيل جاكوب لدى افتتاح الدورة السابعة والستين من مهرجان "كان". ""ينبغي على اللواتي يشاركن في مهرجانات دولية أن يراعين العفة وقال مساعد وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي حسين نوشابادي "ينبغي على اللواتي يشاركن في مهرجانات دولية أن يراعين العفة، بحيث لا يقدمن صورة سيئة عن الإيرانيات"، بحسب ما نقل عنه الموقع الإلكتروني لشبكة الإذاعة والتلفزيون ايريب. وأضاف "المرأة الإيرانية، سواء كانت فنانة أم لا، هي رمز للعفة والنقاء، وهذا السلوك لا يتوافق مع مبادئنا الدينية". وليلى حاتمي ابنة عائلة من السينمائيين، ذاع صيتها عالميا مع فيلم "الانفصال" للمخرج أكبر فرهادي الفائز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين عام 2011، وجائزة أوسكار عن أفضل فيلم أجنبي في 2012. ستراوس يقاضي صناع فيلم في مهرجان "كان" بتهمة التشهير به قال محام عن رئيس صندوق النقد الدولي السابق دومينيك ستراوس كان البارحة إن موكله كلف محامين بمقاضاة صناع فيلم يجسد فيه الممثل الفرنسي المخضرم جيرار دبارديو دور رجل مدمن للجنس يرتكب واقعة اعتداء على خادمة في أحد الفنادق. ويقدم فيلم "مرحبا في نيويورك" للمخرج آبيل فيرارا عرضا خاصا على هامش مهرجان "كان" السينمائي. ويصاحب الفيلم تنويه بأنه محض خيال وينأى بصناعه عن أي مساءلة قانونية. ولكن محامي ستراوس كان قال إن الفيلم يتضمن تشهيرا بموكله لأن موضوعه مماثل للاتهامات التي وجهت إلى ستراوس كان الذي استقال من صندوق النقد الدولي في عام 2011 بعد أن اتهمته خادمة في فندق في نيويورك بالاعتداء الجنسي عليها. واستطاع ستراوس كان تسوية قضية مدنية أقامتها الخادمة عليه بعد أن أسقطت عنه الاتهامات الجنائية.. وقال مخرج الفيلم فيرارا في مهرجان كان إن الفيلم من وحي الخيال وإن من حقه اختيار موضوعاته. وقال فيرارا "لست في محاكمة. أنا فنان وعندي حرية تعبير. أنا من أمريكا .. أنا من بلد الحرية .. أرض الحرية وموطن الشجاعة". ويبدأ الفيلم بمشهد مطول لحفل جنسي قبل المواجهة فيه بين الشخصية الرئيسية جورج ديفريو والخادمة. وعلى مدى 20 دقيقة يستغرقها المشهد يظهر دبارديو عاريا ويتنقل من حفل عربدة إلى آخر. عرض الفيلم القصير "باساج أ نيفو" لأنيس جعاد بكان عرض الفيلم القصير "باساج أ نيفو" (المزلقان) حول عزلة حارس حاجز للقطارات للمخرج الجزائري، أنيس جعاد، يوم الاثنين، ب "شورت فيلم كورنر"، فضاء مخصص للمهنيين على هامش التشكيلة الرسمية للمهرجان الدولي ال67 للسينما ب "كان". ويروي الفيلم الثاني للمخرج الذي يدوم 23 دقيقة حياة بائسة وروتينية لعامل متقدم في السن -رشيد بن علال- الذي يسهر على تأمين المسار نهارا و ليلا بقرية جزائرية والذي يتلقى رسالة ستعمل على تغيير يومياته. ويريد المخرج من خلال هذا العمل السينمائي أن ينقل للمشاهد عزلة الرجل الذي تتمثل صلته الوحيدة مع العالم الخارجي في الاستجابة للنداءات التي تعلن عن مرور القطار. وسيقيم بطل الفيلم علاقة مع المتشرد سمير الحكيم لطلب منه قراءة الرسالة التي لم يتم الكشف عن محتواها والتي استبدلها السينمائي بكلمات أغاني دحمان الحراشي وأحمد وهبي حول الخيانة والحنين. وتألق رشيد بن علال في هذا الفيلم حيث أدى أول دور له في السينما وهو معروف بالجزائر كتقني في السينما ومخرج فيلم "سي محند أومحند" الذي خصص لحياة الشاعر القبائلي الكبير في القرن 18. ويعد فيلم "باساج أ نيفو" الذي أخرج بالتعاون مع الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي والمؤسسة الخاصة "ننايا برودوكسيون" الفيلم الجزائري الوحيد الذي عرض في الطبعة ال67 لمهرجان "كان". ويتم عرض الإنتاجات الجزائرية الأخرى في شكل شرائط - عروض بالجناح الدولي وسوق الفيلم للمهرجان في جناحين. وتتواصل فعاليات الطبعة ال67 لمهرجان "كان" إلى غاية 25 ماي ب 18 فيلما طويلا يتنافسون من أجل نيل السعفة الذهبية.