تقدم ''الأرندي'' على ''الأفلان'' في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة بمقعدين بعدما ترشح ثلاثة من مناضلي جبهة التحرير الوطني، مستقلين، وإذا كان أويحيى يعتبر هذه النتائج قد أعادت الحزب إلى موقعه، فإن الأفلان يتهمه ضمنيا بشراء الذمم· قال الأمين الوطني المكلف بالإعلام في جبهة التحرير الوطني، سعيد بوحجة في اتصال مع ''الجزائر نيوز''، أمس، إن نتائج انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة ''جاءت مطابقة للهدف الذي سطرناه وهو الحصول على 23 مقعدا للمحافظة على الأغلبية''· ويقول بوحجة هذا الكلام في وقت أكدت فيه وزارة الداخلية بأن جبهة التحرير الوطني تحصلت فقط على 22 مقعدا، مشيرة في ذلك إلى أن ثلاثة من مناضليها ترشحوا مستقلين عن جبهة التحرير، مما يعني عمليا بأن هؤلاء لا يمثلون الأفالان في مجلس الأمة· ويدفع سعيد بوحجة للاعتقاد في تصريحه ''نحن لم نقصِ أحدا من الحزب حتى يترشح هؤلاء مستقلين، فالقوانين واضحة، ثم أن ما تكون وزارة الداخلية قد تحدثت عنه هو الطعن الذي وقع في ولاية ورقلة فقط وهو أمر محسوم سلفا لصالحنا''· ويعلق المصدر نفسه على النتائج التي أحرزها غريمه ''الأرندي'' والمقدرة ب 20 مقعدا، ردا على سؤال ''الجزائر نيوز'' حول كيفية تفسيره لحيازة حزبه أغلبية المنتخبين المحليين بينما جاءت النتائج لصالح الأرندي، حيث قال ''لقد وقعت عمليات شراء الذمم بالأموال في كثير من الولايات، فالأرندي تحصل على 17 مقعدا فقط لكنهم ازدادوا ثلاثة في النهاية'' دون أن يمنح أي تفسير لكيفية هذه الزيادة التي تحصل عليها، وهي إشارة شبه واضحة يتهم فيها التجمع الوطني الديمقراطي بما تسميه جبهة التحرير الوطني الرشوة السياسية وشراء الذمم· بالنسبة للتجمع الوطني الديمقراطي، فوصف نتائجه، بالباهرة، مثنيا على جهود كل مناضليه وأرسل في بيان له إشارة قوية للأفالان تتكون من شقين، الأول منها يتضمن ''التأكيد على مواصلة العمل مع مختلف الشركاء السياسيين على منهجية أساسها مصلحة الوطن''، والشق الثاني كما ورد في البيان ''اعتبار النتائج انتصارا باهرا يحمل ملامح استعادة الحزب لموقعه السياسي''، ما يعني أن ''الأرندي'' يرغب في القول بأنه استعاد سيطرته على أعلى هيئة في الدولة بعد الرئاسة عمليا، إذا تم احتساب المترشحين الثلاثة المستقلين خارج مقاعد قائمة الأفالان، وأنه سيواصل تحالفاته خارج مؤسسة الائتلاف الرئاسي حتى ولو كره غريمه الأفالان ذلك· ويفسر الأرندي على لسان أحد المصادر ورود النتائج خلافا للتوقعات إلى كون حيازة الأفالان على قرابة ألف منتخب محلي زيادة عن العدد الإجمالي للأرندي ''إلا أن التفوق عاد إلينا للحملة والتجنيد الكبير لمناضلينا''· من جهتها، استبقت حركة مجتمع السلم تبرير نتائجها (مقعدين فقط) بمنحها أصواتها تطوعا للتجمع والجبهة في التحالف الرئاسي مناصفة، منتقدة في بيان لها قبيل صدور النتائج، كل الأصوات التي ترى في التحالفات خارج إطار الائتلاف الرئاسي قربا للانفجار، مؤكدة بأن ذلك لا يعدو على كونه ''تعاونا فنيا''·