يجمع كل من يتتبع أخبار الأفلان أنه يعيش فترة دقيقة و حساسة، و استشرى الداء في جسده بدءا من هياكله القاعدية التي تنام و تستيقظ على وقع الإحتجاجات و الإضطرابات وصولا إلى القيادة التي تعرف ارتجاجات وتصدعات.. فحينما يعلن بوحجة غضبه و اعتزاله و حينما يخرج الوزير الهادي خالدي الذي أعياه محافظ الواد عن التحفظ السياسي وحينما يغيب أغلب وزراء الحزب و أغلب أعضاء اللجنة المركزية و نواب البرلمان عن الجامعة الصيفية فالجبهة فعلا "ما هيش لاباس" و هي أحوج ما تكون إلى قيادة صارمة و واعية و لها من قوة التأثير ما يجعلها تمتص "الغضب الحتمي" الذي يهز أركان الحزب، فالتغيير أضحى أكثر من ضروري و هو مطلب شرعي بل و استراتيجي خاصة على مستوى الهياكل القاعدية التي فقدت المناضلين و فقدت التغلغل في صفوف الشعب.. ما لا تحب القيادة الخوض فيه و مناقشته بصراحة أن الحزب أصبح يحمل جيلين متناقضين إيديولوجيا و فكريا، فالجيل الأول-متواجد في جميع الهياكل- تربى و ترعرع ونشأ وتكوٌن في عهد الأحادية التي غذت هذا الجيل على "لا أريكم إلا ما أرى" و أن المحافظ السياسي يتحكم في الوالي و الإدارة و لا منافس في الساحة السياسية وغيرها من الإمتيازات التي فقدت اليوم ، أما الجيل الثاني فقد نشأ وسط التعددية بسلبياتها و صراعتها و نزاعاتها و تشبع بالصراع مع باقي التشكيلات السياسية و فقه أن الساحة ليست للحزب وحده و عليه أخذ العدة، لكنه وجد الطريق مسدودا رغم إمكانه منافسة احزاب التعددية التي فتح مناضلوها أعينهم على تعدد الأحزاب مثل "الجيل الثاني" في الأفلان، وبالتالي فالجيل الأول لم يتح الفرصة للجبهة في التحديث و مواكبة هذا الحراك السياسي عبر جيلها الثاني و النتائج ستكون وخيمة إن لم يتفتح الحزب على أبنائه.