إنّ ما عرفته بلادُنا من عاصفة ثلجّية في الأيام هذه كانت فوق قدرات الأجهزة المختصة-كما يُقال- فكادت أن تقع الكارثة لولا قدرة الله وحفظه, ثم بتدخل الجيش الشّعبي الوطني لفك العزلّة على المناطق التي كانت أكثر تضررًا، فكان تدخل الجيش الشّعبي الوطني في الوقت المناسب ممّا أدَّى إلى خسائر أقل. الكوارث.. و مسألة الزّمن إنّ الجزائر منذ زلزال 1980 بالأصنام سابقًا (الشلف) و الزلازل المتّعاقبة على البلاد، و فيضانات باب الواد و غرداية وغيرها ...، فلقد كان من المفترض على الجهات المختصّة في التعامل مع هذه الكوارث أن تكون مستّعدة لمثيلاتها تجهيزًا و تدريبًا و تعاطيًا باعتبار أنّ المنطقة منطقة كوارث، لكن في كل مرّة رأينا أنّ إدارة الأزمة من السُلطات المؤهّلة والوصّية على المستوى المركزي والمحّلي تتعاطى مع الكوارث الطبيعية بشيء من الآنية, وأحيانًا بعبثية مقزّزة , وتقوم باستجداء الطبيعة أن تكف عن الكارثة ممّا يؤدي لضحايا أكثر في مثلِ هذه الأزمات, إنها قمة العبثية واللاّمبالاة في دولة عمر استقلالها نصف قرن.
الجيش الشّعبي الوطني ... دائمًا "حاضرًا" في كل هذه الكوارث كان الجيش الشّعبي الوطني "حاضرًا" بعدّته و عدده بجانب المواطن المتضرر، بحيث أنّ هذا التدخل كان له الأثر الإيجابي في حل كثير من الإشكالات التي عانى منها هذا المواطن في كل كارثة طبيعية و لو كانت بسيطة كأزمة البرد التي اجتاحت البلاد هذه الأيام، و إن كانت السُلطات المدنية لا تحرّك دائمًا ساكنًا في التعاطي في مثل هذه الكوارث كان الأجدر بها أن تقدم استقالتها، أمّا أنّها تحضّر للاستحقاقات القادمة فمن أين تأتي ثقة المواطن بها وبانتخاباتها، ثم أنّ هذه السلطات تتغاضى في كل مرة عن أخطائها، لنجد أنفسّنا أمام النجدة من قبل جيشّنا الشعبي الوطني. و في الوقت نفسه رغم النتائج السّلبية والأضرار التي تخلّفها هذه الكوارث لم نر أحدا من السُلطات المدنية يعلن تقصيره ثمّ يقدم استقالته في وقت لا تستطيع أجهزة ولاية كاملة على فتح طريق أو توفير قارورة غاز البوتان للمواطن؟! إن عيّنة المسؤولين الذين لا يقدرون على إدارة أزمة الثلوج وغيرها كان الأوْلى بهم البقاء في بيوتهم، لا أن يطّلعوا علينا وعلى شاشة اليتيمة ليقرّروا أنهم مسؤولون عنّا و لا قدرة لهم على مساعدة شعبهم، فلقد روّى عمر (رضي الله عنه): لو أن بغلة بأرض العراق عثرت لسألني الله لما لا تصلح لها الطريق يا عمر، فيا أيها المسؤولون أتولّيتم أمرنا و غفلتم عنّا وعن شعبكم ، إنها المسؤولية.. أمانة، و غدا خزي و ندامة، و كان الأجدر بالحكومة أن تقدم استقالتها في ظل عدم توفير قارورة غاز البوتان لمواطن تعصف به أكوام الثلوج في بلد الغاز،،، و لكن لله في خلقه وبلاده شؤون.
و أخيرًا: شكرًا... لجيشّنا الشعبي الوطني على ما قدّمه من يد العون لأبناء شعبه و تسخيره لإمكانياته المادية و المعنوية لرفع الغبن و المعاناة على الشعب المحاصّر بمسؤولين مدنيّين محليين غابت عندهم روح المسؤولية، فأهمّلوا مسؤولياتهم و مات فيهم الضّمير المهني على الأقل حتى لا أقول الضمير الإنساني. و أوجه صّرخة مدّوية لكل هيئة وسلطة مدنية و للمجتمع المدني والمنظمات (القادرة على إدّارة الزرْدات و... فقط ) من مواطن عانى أزمة الكارثة الطبيعية في كثير من أماكن وطننا الغالي، أن يتّقوا الله في هذا الشعب و أن يوفروا له إمكانيات النجدة من الكوارث المختلفة، و ممّا زاد الطّين بلّة بروز تجّار الأزمات الذين أراد لهم جشعهم أن يتاجروا بالخبز و الغاز، صرخة مواطن يقول لكل هيئة مسؤولة أين أنتم؟ أين إمكانياتكم؟ أين دجلكم السيّّاسي إن لم تكن موجودة فماذا أنتم فاعلون؟ أرجو ألاّ تبقى الحلول دائما في تحسُن الأحوال الجوية . و لِتدخُل الجيش- دائمًًا - نقول شكرًا.