بدون أي سابق إنذار نزل أمس الأحد "بوستة أبو بكر الصديق" والي الجلفة فجأة إلى مركز بريد حي الضاية حيث قام بمعاينة هذا المركز الذي يوحي مظهره وهيكله الخارجي بأنه منظم ومنسق ومجهز ويقدم أحسن الخدمات للمواطنين ولكن عندما تطرق قدماك إلى داخل المركز تتغير الصورة تماما وكأنه ليس هيكل تابع للدولة لما وصل إليه جراء لامبالاة وعدم الإحساس بالمسؤولية من قبل الإدارة الوصية حيث لا يتوفر على أدنى شروط الخدمات فلا مقاعد للجلوس خاصة لكبار السن وللمعاقين حركيا ولذوي الإحتياجات الخاصة، كما أن السقف متآكل لدرجة أنه حين هطول الأمطار يمتلىء المركز بالمياه مما يصعب معه على العمال تلبية حاجات المواطنين، وبالتالي يكون المواطن بدوره ضحية للوضع المتدهور ناهيك عن ظروف العمل التي يتخبط فيها العمال بداخله من حر الصيف وبرد الشتاء فقد مرت عليهم أصعب وأحلك الظروف، لكن إحساسهم بالمسؤولية جعلهم يتحملون ظروف العمل الصعبة خدمة للمواطن بما هو متوفر ومتيسر لديهم رغم أنهم راسلوا الهيئة الوصية لكن لا حياة لمن تنادي... وربما الشيء الذي أفاض الكأس هو أنه بعد أسبوع من إرسال مواطني الحي شكوى إلى الوالي وتم تغيير المستوفي من قبل الإدارة الوصية بمستوفي آخر له خبرة كبيرة في الميدان وربما سيكون له أثر في تراجع شكاوي المواطنين من جهة وتلبية حاجياتهم من جهة أخرى... لكن المشكل ليس في المستوفي بل يكمن في الإدارة الوصية التي لم تبال بمشاكل العمال ولا بتجهيز هذا المركز وتهيئته لمدة فاقت السبع سنوات رغم تداول أربع مستوفين عليه ورغم وجوده في حي شعبي يستقطب آلاف المواطنين خاصة من أحياء الضاية، البرج، عيسى القايد، الشعوة وبن عزيز... ورغم كل هذا لم يشفع لهذا المركز لدى الوصاية أن تتحرك وتقوم بترميمه وتهيئته وإزالة كل مشاكله وتدعيمه بالتجهيزات وبالعمال، مما جعل المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي بالولاية أن يتحرك بزيارة مفاجئة إستحسنها الكثير من السكان وتركت لديهم أثرا طيبا. وقد استمع والي الولاية الذي كان برفقة مدير البريد والمواصلات زيارته للعمال والمستوفي الجديد وبعض المواطنين وأكد بأنه لم يكن يعلم بحجم الوضعية الكارثية لهذا المركز، حيث وعد –حسب مصادرنا- بإيجاد حل عاجل لهذه الوضعية المزرية التي عاينها ... المؤسف أن بعض المسؤولين لا يتحركون ولايحركون ساكنا إلا إذا رأوا أو سمعوا بأن مسؤولا سيقوم بزيارة تفقدية وهذا ما حصل عندما زار والي الجلفة مركز بريد حي الضاية حيث رفع نائب مدير البريد والمواصلات سماعة الهاتف واتصل بمستوفي المركز حسب مصادرنا متسائلا لما لم يتم إخباره بالزيارة، وأمره بأن يبدأ في عملية طلاء جدران المقر ، وكأن سبع سنوات من اللامبالاة والإهمال واهتراء وقدم البناء والتجهيزات غير كافية ولا أهمية لها عند هذا المسؤول...