كما هو متوقع، فقد تصدّر نبأ الهجوم الإسرائيلي على سفن المساعدات الانسانية لغزة الصفحات الأولى في الصحف التركية الرئيسية الناطقة بالانجليزية وهي «حريّات ديلي نيوز» و«صباح» و«دنيا». واستخدمت هذه الصحف أوصافا مثل «الوحشي» و«الغادر» و«غير المبرر» لوصف الهجوم الإسرائيلي على اسطول المساعدات الإنسانية الذي شمل سفينتين تركيتين على الأقل. وسلطت الضوء بشكل خاص على ردة فعل الحكومة التركية الغاضبة والإدانة الدولية، وأوردت أيضا المظاهرات التي اندلعت في المدن التركية الكبرى وأبرزها العاصمة أنقرةواسطنبول. وعلى صعيد ردة الفعل الرسمية نقلت الصحف الثلاث إعلان الحكومة أن للعمل الإسرائيلي «عواقب جد وخيمة على العلاقات التركية - الإسرائيلية»، وسحبها سفيرها من تل أبيب، والغاء مناورات عسكرية مشتركة كان مقررا اجراؤها مع القوات الاسرائيلية، واستدعاء السفير الإسرائيلي الى وزارة الخارجية للاحتجاج رسميا على تصرف بلاده. ونقلت عن وزير الخارجية التركي، احمد داود اوغلو، قوله إن رئيس الوزراء، رجب طيب اردوغان، قرر قطع جولة له في دول اميركا اللاتينية والعودة الى بلاده للتعامل شخصيا مع إحدى أخطر الأزمات بينها وبين إسرائيل. كما نقلت تصريح اوغلو نفسه لوسائل الإعلام بأن «لا أحد يمتلك الحق لارتكاب مثل ذلك العمل لأن لا أحد فوق القانون». وقال إن بلاده دعت مجلس الامن للانعقاد فورا لبحث الهجوم الإسرائيلي. وأوردت الصحف التركية أيضا نبأ قطع رئيس هيئة الأركان ايلكر باشبوغ زيارة لمصر وعودته الى البلاد فور سماعه بحادثة الاعتداء الإسرائيلي. كما نقلت تصريح مراد ميركان، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي، الذي جاء فيه: «نعم كنت اتوقع اعتراضا من البحرية الإسرائيلية، لكنني لم أكن أتوقع حمام دم بالقذائف والرصاص. ما لا تعلمه إسرائيل هو أنها تدمر صورتها هي نفسها وبشكل وحشي». ويمضي باشبوغ قائلا: «باستهدافها المدنيين العزل الأبرياء، أوضحت إسرائيل مرة أخرى أنها لا تعير أي اهتمام لحياة البشر أو للمبادرات السلمية. ندين بشدة ممارسات إسرائيل غير الإنسانية. ذلك أن هجومها المؤسف الذي شنته على المياه الدولية يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي ويؤدي بالضرورة الى عواقب سيئة لا يمكن النكوص عنها في العلاقات بينها وبيننا». وعكست الصحف التركية الثلاث أيضا ردة الفعل الدولية التي وصفتها بأنها «غاضبة» وقالت، على سبيل المثال، إن «وزيرة» الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، طالبت السلطات الإسرائيلية بأن «تشرع فورا بإجراء تحقيق شامل في مقتل الأبرياء على أسطول المساعدات» كما أشارت الصحف الى أن «مئات الآلاف الغاضبين» تظاهروا في المدن التركية احتجاجا على الهجوم. وقالت إن المتظاهرين هتفوا بسقوط إسرائيل ورفعوا الشعارات المعادية لها قبالة مقر سفارتها ومنزل سفيرها في أنقرة. كما أوردت أن المتظاهرين حاولوا اقتحام القنصلية الإسرائيلية في اسطنبول لكن الشرطة تصدت لهم ومنعتهم من الوصول اليها. وقالت إن محطات التلفزيرن تتابع بثا حيّا لمظاهارات حاشدة أيضا في ميدان «تقسيم» في قلب المدينة.