استضاف النادي الأدبي لدار الثقافة "ابن رشد" مؤخرا الأستاذ عبد القادر خالدي من أجل تقديم كتابه "حياة البدو الرحل، قصة عائلة نايلية" الذي كتبه بالفرنسية وتمت ترجمته للعربية من خلال المترجم بخوش صالح، حيث تطرق المؤلف إلى عدة نقاط دفعته إلى الدخول إلى عالم الكتابة فأنتج هذا العمل الذي يحكي فيه قصة عائلة بدوية من قبيلة أولاد نايل، هذه العائلة التي عاشت في بداية القرن العشرين في الهضاب العليا وسط بلاد الجزائر، "حياة الماضي المشرقة، حيث الأقاليم الفسيحة البديعة الجمال، والطبيعة، والحياة اليومية، والعادات والأخلاق الحميدة، وحياة الجماعة والقبيلة". لقد تطرق الكاتب في مؤلفه هذا إلى عدة حقول تترابط في تشكيل هذه العائلة، حيث عالج كرم الضيافة، كما تحدث عن أدوات المعيشة اليومية كالمطحنة، والشكوة، والكانون، بالإضافة إلى طبيعة العلاقات ومصادر المعيشة، (الطبيعة، الحصاد، التويزة، التضامن، الدين، الصيد، الزواج، القافلة، الواحة، العيد، الفارس...) لقد تحدث الكاتب عن تفاصيل كثيرة في حياة البدو الرحل من خلال هذه العائلة البدوية النايلية. ولد عبد القادر خالدي في 15 ماي 1938م، بحاسي بحبح ولاية الجلفة في خيمة أولاد نايل البدوية في وسط الجزائر، عندما بلغ سن العاشرة هاجر مع والديه إلى فرنسا وعاش في منطقة مونتاتار (مقاطعة واز)، بعد خمس سنوات من الدراسة الابتدائية حاز على الرتبة الأولى في اللغة الفرنسية ونال شهادة الدراسات الابتدائية في سنة 1954م، بعدها زاول دراسات تقنية ب "كرايل" إلى غاية 1958م، ثم عمل كهربائيا في قطاع الحديد والصلب بفرنسا. أثناء الثورة التحريرية ناضل من أجل استقلال الجزائر، وفي سنة 1964م، عاد إلى الجزائر وعمل إطارا تقنيا وهو ما مكنه من إنجاز مهمات وإجراء تربصات في فرنسا وإيطاليا وبلجيكا وألمانيا وسويسرا والاتحاد السوفياتي، وفي سنة 1998م أخذ تقاعدا مسبقا وأصبح مراسلا صحفيا ورائدا من رواد شبكة الأنترنت، كما يشغل رئيس جمعية مختصة في السياحة وحماية البيئة، وبالإضافة إلى كتابه هذا كتب مؤلفا آخر عن شعيرة العمرة في مكةالمكرمة.