نشط ممثلو وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أمس، بقاعة المركز الثقافي الإسلامي لبومرداس لقاء تحسيسيا وإعلاميا جهويا ضم أطباء وقابلات ومختصين في الطب الوقائي من ثماني ولايات من الوسط بهدف شرح التدابير والإجراءات التي اتخذتها الوصاية لإنجاح حملة التلقيح الوطنية التي ستنطلق يوم 21 ديسمبر الجاري إلى غاية 7 جانفي لفائدة أطفال المدارس الابتدائية والمتوسطات من سن 6 سنوات إلى 14 سنة. وقد طمأن الدكتور طرفاني يوسف مدير مركزي بوزارة الصحة مكلف ببرنامج الصحة المدرسية متحدثا ل«الشعب” على هامش اللقاء كافة الأولياء والأطفال المعنيين بحملة التلقيح المبرمجة خلال العطلة المدرسية بالقول”أن حملة التلقيح ضد الحصبة والحصبة الألمانية تدخل في إطار الرزنامة العادية لوزارة الصحة بناء على توصيات منظمة الصحة العالمية التي وقعت عليها الجزائر بهدف القضاء النهائي على مرض الحصبة “البوحمرون” المعدي بين الأطفال قبل حلول سنة 2020، بالإضافة إلى اللقاح ضد الحصبة الألمانية التي أضيفت إلى الحملة لارتباطها المباشر مع دواعي حماية المرأة الحامل وتجنب حالات التشوه المحتملة للجنين، وبالتالي فان الحملة عادية ولا تحمل أي مخاوف أو إجراءات استثنائية مثلما قال. كما توقع ممثل وزارة الصحة نجاح العملية بنسبة كبيرة مقارنة مع حملة التلقيح لشهر مارس الماضي التي لم تتعد نسبة 21٪ من عدد الأطفال المستهدفين في البرنامج، حيث تم “تسطير برنامج متكامل وتحضيرات كبيرة لإنجاح الموعد بالتنسيق مع مختلف الفاعلين في الميدان خاصة وزارة التربية الوطنية المطالبة بالتحضير النفسي للتلاميذ للتقدم من اقرب المراكز الصحية بغرض التلقيح، مع تنظيم عدة حملات تحسيسية في الإذاعة والتلفزيون لتوعية الأطفال والأولياء” وتأكيده أيضا “أن الوزارة الوصية خصصت أزيد من 5 ملايين جرعة لقاح على المستوى الوطني مع إضافة 10٪ لمواجهة حالات العجز أو النقص المحتمل للقاح في مصالح الوقاية بالمؤسسات الاستشفائية”. تخوفات من فشل الحملة لغياب التحسيس أبدت العديد من الجهات المعنية بعملية التلقيح المقبلة وممثلي مصالح الوقاية بالمؤسسات الصحية لبومرداس في حديثها ل«الشعب” تخوفها من فشل الحملة المقبلة وتكرار سيناريو مارس الماضي، حيث عرفت فيه الحملة عزوفا كبيرا وعدم التقبل النفسي من طرف الأولياء والأطفال أنفسهم نتيجة غياب المعلومة الدقيقة حول أهمية اللقاح وتقاعس مديرية الصحة في أداء دورها كاملا، وهو المشهد الغالب قبل أيام قليلة من انطلاق العملية، حيث أكتفت المديرية بحملة محتشمة بإذاعة بومرداس وعاصمة الولاية، في حين يبقى المواطنون والعائلات عبر 32 بلدية خاصة النائية منها والجبلية يجهلون تماما طبيعة الحملة وأهدافها، وهو ما يتطلب عملا تحسيسيا كبيرا في الميدان قد يستمر لأشهر وليس عبر دقائق معدودات على الأثير أو جلسات استعراضية في الصالونات، خاصة وأن الحملة السابقة لم تستهلك سوى 7 آلاف جرعة من أصل حوالي 180 ألف جرعة لقاح مخصصة لولاية بومرداس.