قالت الصين إنه يجب بذل جهود لتخفيف حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية، وذلك في وقت بدأت فيه كوريا الجنوبية مناورات مشتركة مع الولاياتالمتحدة في البحر الأصفر، وسط تهديد كوريا الشمالية بأنها ستشنُّ هجمات عسكرية من جديد إذا انتهكت الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية مياهها الإقليمية. وقبيل بدء المناورات المشتركة، أمرت كوريا الجنوبية سكان جزيرة يونبيونغ التي قصفتها كوريا الشمالية يوم الثلاثاء بالنزول إلى الملاجئ، قبل أن تعود وتلغي هذا الأمر بعد أربعين دقيقة. ولكن وزير الدفاع الكوري الجنوبي طلب لاحقا من الصحفيين مغادرة الجزيرة، واصفا الوضع فيها بأنه سيئ. وأفادت محطة تلفزيون واي تي أن الكورية الجنوبية بأن دوي قصف مدفعي سمع يوم الأحد قرب جزيرة يونبيونغ، ولكن يرجح أن القصف يبدو أنه ناتج عن تدريبات عسكرية شمالية متزامنة مع المناورات المشتركة بين أمريكا وكوريا الجنوبية. وذكرت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية: أن كوريا الشمالية نصبت صواريخ أرض أرض على منصات إطلاق في البحر الأصفر. وقالت الوكالة أيضا: إن كوريا الشمالية حركت صواريخ أرض جو قرب خطوط المواجهة. وفي خطوة أخرى، ذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، أمس، أن كوريا الشمالية ستشنُّ هجمات عسكرية من جديد إذا انتهكت الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية مياهها الإقليمية. وأوضحت الوكالة سنوجه ضربة عسكرية قوية لأي استفزاز ينتهك مياهنا الإقليمية. وكانت كوريا الشمالية حذّرت من أن مضي الولاياتالمتحدة قدما في المناورات ستكون له تداعيات لا يمكن التكهن بها. وأوضحت الوكالة أنه إذا ثبت صحة مقتل مدنيين كوريين جنوبيين فإنه يعد أمرا مؤسفا، لكنها شددت في الوقت نفسه على أن سيول هي التي يجب أن تتحمل المسؤولية لاستخدامها هذين المدنييْن درع بشريا. وفي المقابل، بدأت المناورات المشتركة بين سيول وواشنطن والتي تشارك فيها حاملة الطائرات الأمريكية يو أس جورج واشنطن، التي تعمل بالطاقة النووية، وتحمل 75 طائرة حربية وطاقما مؤلفا من أكثر من 6000 جندي وأربع سفن حربية أخرى على الأقل. وحاولت وزارة الدفاع الأمريكية تهدئة مخاوف الصين بشأنها، وأكدت أنها ليست موجهة إليها وأنه تم إبلاغ بكين بها. وحسب المتحدث باسم الوزارة، فإنه على غرار المناورات السابقة في البحر الأصفر غرب شبه الجزيرة الكورية، تتخذ هذه العمليات طابعا دفاعيا، وتهدف إلى تعزيز الردع ضد كوريا الشمالية، لكن وزارة الخارجية الصينية أكدت أنها تعارض الأعمال العسكرية في منطقتها الاقتصادية الحصرية، وهي منطقة تمتد إلى نحو 200 ميل بحري من ساحل البلاد. وفي هذا السياق، قالت الصين إنها توافق كوريا الجنوبية في ضرورة بذل الجهود لتخفيف التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وجاء ذلك خلال استقبال رئيس كوريا الجنوبية لي ميونغ باك في سيول، عضو مجلس الدولة الصيني ومستشار الزعامة الصينية للسياسة الخارجية داي بينغ كوه. وحسب ما أفادت به وكالة أنباء الصين الجديدة شينخوا، فقد وصف المسؤول الصيني الرفيع ما يجري بين الكوريتين بأنه مثير للقلق. وقال: إن الأطراف المعنية يجب أن تبذل جهودا مشتركة للانخراط في اتصالات وحوار جادة لتخفيف التوترات. ومن ناحية ثانية، ذكرت الوكالة ذاتها أمس الأحد أن رئيس مجلس الشعب الأعلى في كوريا الشمالية سيزور الصين ابتداء من يوم الثلاثاء، وسيزور رئيس البرلمان الكوري الشمالي تشوي تاي بوك الصين حتى يوم السبت في أرفع زيارة يقوم بها مسؤول من بيونغ يانغ منذ اندلاع المواجهة، بعد قصف كوريا الشمالية جزيرة كورية جنوبية الأسبوع الماضي.