علمت »الشعب« من مصادر جد مطلعة ان ما لا يقل عن 25 الف هكتار من حقول الحشيش (القنب الهندي) المتواجدة على مستوى الريف المغربي قد اتلفت من قبل اصحابها قصد استبدالها برزاعة العفيون المستعمل في انتاج مادة الكوكايين المخدرة، نظر الى العائدات الخيالية التي يجنيها اصحاب هذه التجارة، والتي تعادل اضعاف مداخيل الكيف المعالج. هذه المعلومة البسيطة والتي تبدو في بادئ الامربعيدة عن الجزائر ولا تعني سلامة ترابها وامن مواطنيها، تعكس في الحقيقة مدى خطورة المرحلة التي يحضر لها المغربيون، وتؤكد ان دواعي الخطر لازالت قائمة بحذافرها على طول الشريط الحدودي الذي يجمع كل من الجزائر والمغرب، بحيث ان كل المعطيات تشير الى انه شرع في التحضير للاستثما ر في هذه السموم المحظورة حسب معظم التشريعات الدولية، مما يرجح امكانية دخولها الى الجزائر وترويجها داخل الوطن على سبيل المخدرات والمهلوسات العقلية التي بسطت نفوذها في اوساط الشباب، والتي جعلت من الجزائرفي السنوات الاخيرة منطقة استهلاك واسع بعدما كانت منطقة عبورة فقط. وحسبما مصادر امنية رفيعة، علمت يومية "الشعب" لدى تواجدها بمغنية ولاية تلمسان، ان المغربيين قد لجؤوا الى هذا الاسلوب كآخر حل لهم ، بعدما فشلوا في اقامة مستثمرات لزراعة العفيون في الجنوب الجزائري، مستغلين في ذلك اموال الدعم الفلاحي وايادي محلية، فالتحريات الدقيقة التي باشرتها الأجهزة الامنية الجزائرية اثر اكتشاف ما يفوق 170 الف نبتة ، كشفت ان البذور المستعملة في زراعة العفيون عبر اقطار الصحراء وبالخصوص ولاية ادرار قد تم استقدامها من المغرب، كما خلصت التحريات الى انعدام ثقافة واسعة حول زراعة العفيون لدى الجزائريين، في حين ان هذه الاخيرة تتطلب دراية كافية وضرورة الاحاطة بمتطلبات وخصوصيات نبات العفيون . وعلى عكس الجزائر التي ابدت موقفا صارما بشأن محاربة انتاج، استهلاك وترويج هذه السموم ، فان التساهل الذي يحظى به سكان الريف المغربي لإنتاج مادة العفيون ، يفسره تواطؤ اجهزته الأمنية واغفالها عن الموضوع، تخوفا من أي تصعيد في احداث العنف والتخريب الذي من الممكن ان يشنه سكان المنطقة في أي حين، مما قد يؤدي الى تدهور الوضع الأمني في المغرب، خاصة ان عائلات هذه الناحية تعيش على انقاذ عائدات المخدرات والتهريب بكل انواعهما ، باعتبارهذين النشاطين هما مصدر العيش الوحيد لها بعد اغلاق الحدود الجزائرية. من جهة اخرى ترى بعض المصادر الحدودية ان الخطوة الاخيرة التي قامت بها السلطات الملكية والتي اعتقلت من خلالها القائد الجهوي للدرك الملكي بوجدة بعد ان عثرت بمنزله على مبلغ 35 مليار درهم الى جانب كمية معتبرة من المخدرات، أرادت من ورائها فقط تضليل الرأي العام وإبعاد الشبهات عن القصور، فمن الواضح ان الجهاز الأمني لديها متعفن بمثل هذه الرؤوس التي جعلت من المخدرات مصدرا للثراء. ويذكر ان المجموعة الاولى لحرس الحدود بمغنية قد تمكنت اول أمس من توقيف 30 غير شرعي وحجز 780 لتر من الوقود. ------------------------------------------------------------------------