أرجع الدكتور عبد الحق لعميري الخبير في الموارد البشرية، أن الحاجز الذي يقف حائلا أمام الشباب الذي يريد الدخول إلى عالم الشغل والاحباط الذي قد يصيب هولاء جراء قلة فرص العمل، يعود عادة إلى انعدام ثقافة الاعتماد على النفس وولوج عالم المقاولة. وقال الخبير الذي نشط ندوة فكرية بمعية الدكتورة سعاد العرباوي، بعنوان «الشباب... بين التهميش والتكوين» نظمها أمس مركز «الشعب» للدراسات الاستراتيجية، أن ثقافة الاعتماد على النفس التي تتكون لدى الشخص منذ الصغر، هي أكبر حافز يجعل الشباب يخوض في مجال العمل ذو رهبة، بل والأكثر من ذلك فهو العامل المحفز على تخطي هذه العقبة. وأضاف المحاضر، أن أكبر مجال يمكن الأستثمار فيه هو العنصر البشري وبالخصوص الذكاء البشري الذي إلى جانب المعلومات وعنصر الابتكار يمكن أن يفسح الأفاق لخلق مناصب شغل جديدة، تقضي على البطالة وتلغي التهميش وتحقق القيمة الذاتية للفرد. وأكد نفس المصدر أن الحلول المتاحة لدى الشعوب في خلق فرص عمل جديدة تعتمد أصلا في الاستفادة من الأنظمة للدول المختلفة، واشراك كل الطاقات الحية للمجتمع من مؤسسات ونقابات وسلطات محلية للتخطيط من أجل الاستثمار لايجاد مناصب شغل جديدة. وتحدث الأستاذ لعميري عن ضرورة تكوين تنمية اقتصادية والاستثمار في القطاعات التي نستورد فيها، وهذا من أجل الانتقال من الاستيراد الى توسيع أفاق جديدة في الاستثمار المباشر داخل الوطن لانشاء فرص الشغل أمام الشباب. وعن اشكالية ادماج الشباب، اعتبر المحاضر، أن هذا الأخير يعتبر طاقة بشرية هائلة، وهي تحتاج الى فكرة كبيرة أو «حلم»، ولهذا لابد أن تكون هناك برامج تكوين فعالة لتحقيق هذا الادماج، حتى يتحقق هذا «الحلم» الكبير لدى هؤلاء بايجاد فرص عمل قارة. وبلغة الخبير، أكد الدكتور عبد الحق لعميري أن هذا الموضوع، والذي يرتبط أساسا بالموارد البشرية والانسان عموما، لا بد أن يعتمد فيه على التخطيط واشراك كل الايرادات الفعالة، من أجل وضع برامج عمل قادرة على استيعاب كل اليد العاملة البطالة وطرح مناصب شغل جديدة قادرة على امتصاص البطالة وتحقيق حلم الشباب.