قال المكلف بالإعلام في المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار، مسعود بوديبة، أمس، إن مؤشرات دخول الموسم الدراسي الحالي، تؤكد تكرار نفس المشاكل التي سجلت السنة المنصرمة، وحذّر من تأثير ظاهرة الاكتظاظ على المستوى التعليمي للتلاميذ، في حين قال، إن تراجع ميزانية المؤسسات عائق يؤرق القائمين عليها. أوضح بوديبة في اتصال هاتفي مع «الشعب»، أمس، أن التقارير الأولية التي سجلتها النقابة على المستوى الوطني بعد يومين من الدخول الدراسي سجلت تفاقم ظاهرة الاكتظاظ بالأقسام في مختلف الأطوار التعليمية، سيما بالطورين الابتدائي والمتوسط، حيث سجلت مستويات قياسية ببعض المؤسسات ليصل تعداد التلاميذ بالقاسم الواحد إلى 50 تلميذا، وهو ما يشكّل أكبر تحدّ للموسم الدراسي الحالي. واعتبر مسعود بوديبة أن تفاقم ظاهرة الاكتظاظ يعود بالدرجة الأولى إلى غياب خطط الاستشراف التي كثيرا ما نادت بها النقابة لمواجهة المشكل من جذوره، مؤكدا أن الاكتظاظ سيؤثر لا محالة على المستوى التعليمي للتلاميذ كما أنه يشكل عائقا كبيرا للمعلمين والأساتذة في كيفية التحكم في العدد الهائل من التلاميذ داخل القسم الواحد، داعيا إلى ضرورة إيجاد حلول آنية قبل تفاقم الوضع أكثر. وذكر المتحدث أن افتتاح الموسم الدراسي الحالي عرف عدة اختلالات كانت نتيجة غياب الاستشراف والتحضير الجيد، الذي يفترض أن يتمّ مع نهاية كل موسم دارسي، وذكر في هذا الصدد ضعف ميزانية المؤسسات التربوية المخصصة لمجال النظافة، سيما مع هذا الموسم الذي يتزامن مع انتشار وباء الكوليرا الذي شكّل هاجسا للقطاع بعد تخوف الأولياء من انتشار الفيروس عبر التلاميذ، لكن محدثنا قال إن بعض المدراء على مستوى المؤسسات لجأوا إلى مالهم الخاص لتغطية النقص المسجل في الميزانية المخصصة وذلك تفاديا لتوجيه ملاحظات لهم. في مقابل ذلك، قال بوديبة أن عدم وجود غلاف مالي خاص للمؤسسات في بالنسبة للنظافة، سيدخل المؤسسات في مشاكل كبيرة، خاصة مع تسجيل نقص فادح في عمال النظافة بأغلب المؤسسات على المستوى الوطني، وهو ما سجلته التقارير الأولية ل «الكناباست»، داعيا إلى ضرورة إيجاد حلول عاجلة لهذا المشكل الذي سيؤثر على أداء تسيير المؤسسات طيلة الموسم الحالي. وبخصوص الجانب البيداغوجي قال مسعود بوديبة، أن معايير توظيف الأساتذة التي تمّت في السنة الماضية لم ترق إلى تطلعات القطاع سيما بعد اعتماد التوظيف الخارجي، الذي تم فيه السماح لكل لعدة اختصاصات بالمشاركة في المسابقات، وهو ما أكد أن مستوى الأساتذة ضعيف لأن أغلبهم لم يتلق التكوين الكافي في مقاعد الجامعة، واصفا التكوين الحالي الذي قامت به وزارة التربية الوطنية بالشكلي ولا يرقى إلى المستوى المطلوب. نستبعد الإضراب نهائيا في الوقت الحالي وتستعد «الكناباست» حسب بوديبة إلى رفع جملة من المقترحات إلى وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت خلال اللقاء الذي أعلنت عنه مع الشركاء الاجتماعيين غدا الأحد 10 سبتمبر الجاري، في حين نفى تماما لجوء النقابة في الوقت الحالي للإضراب لتلبية المطالب، لكن في نفس الوقت، قال إن هناك حركات احتجاجية يومية بعدة مؤسسات تربوية على مستوى الوطن، منذ افتتاح الدخول المدرسي. في هذا السياق، أشار بوديبة إلى أن النقابة ستعقد المجلس الوطني في الأيام القليلة القادمة لتقييم بشكل شامل الموسم الدارسي، مضيفا أن رغم كل ما يسجل إلا أن أغلب المطالب والمقترحات قديمة، تحتاج إلى دراسة مستعجلة من طرف الوزارة الوصية، قائلا «أن قطاع التربية يتراجع بشكل واضح في ظلّ ضعف المستوى التعليمي».