تحقق الأهم وعاد الفريق الوطني في السباق نحو التأهل إلى الدورة القادمة من العرس القاري .. ذلك هو الانطباع و النتيجة التي خرج بها كل الحاضرين بالملعب ليلة يوم الأحد ، في اللقاء الذي جمعه بنظيره المغربي .. أين كان على ممثلينا كسب النقاط الثلاث و إلا مغادرة السباق .. فالسيناريو كان الأفضل بكثير بالنسبة لبن شيخة الذي كان قد وعد بان النقاط المباراة ستبقى في الجزائر ، و الوصفة التي اختارها لم تكن تعتمد على اللعب الجمالي ، و إنما الفوز بالحوارات الثنائية و ضبط النفس و البقاء في تركيز تام . كل هذا الخليط رأيناه على أرضية الملعب و الذي انتج »الطورطة« التي استهلكها الجمهور الجزائري بشراهة ، خاصة ان الفريق الوطني انتظر فترة طويلة لتحقيق الفوز ، ذلك ان الإحصائيات تشير إلى اننا لم نفز في اية مباراة رسمية منذ 14 شهرا أي منذ الانتصار المحقق امام كوت ديفوار في كأس إفريقيا للأمم بانغولا .. الامر الذي يعطي أهمية كبيرة لهذا الفوز من الناحيتين الرقمية و البسيكولوجية .. و يقدم الارتياح لزملاء يبدة المدعوين إلى التأكيد على العودة القوية في المرحلة الثانية من الداربي المغاربي المقرر في جوان القادم بمدينة الدارالبيضاء المغربية .. كون الأمور معقدة في المجموعة التي يلعب فيها الخضر أين أصبحت الفرق الأربعة في وضعية واحدة و منطق الحسابات حاضر بقوة. تغيييرات .. و صعوبات ومع ذلك فان الأمور لم تكن سهلة في الفوز المحقق ، حيث عان الفريق الوطني من عدة أشياء خارجة عن نطاق الطاقم الفني الذي كان عليه تجاوز العديد من الصعاب في الفترة التي سبقت المباراة الحاسمة امام نظيره المغربي ، لا سيما تلك المتعلقة بالإصابات التي عاودت الكثير من ركائز الفريق .. بداية من صخرة الدفاع بوقرة الذي لم يكن معنيا بالمباراة منذ يوم الجمعة الماضي و الذي اضطر المدرب الى استخلافه بالعائد بوزيد .. و لم تنته هنا المعاناة ليضطر صانع ألعاب الخضر كريم زياني الى عدم المشاركة بعد الإصابة التي عاودته اثناء مرحلة الإحماء ،، هذه اللحظة التي أخلطت حسابات بن شيخة الذي قاد بتبديل قبل انطلاق اللقاء و الاعتماد على غزال مكان زياني . فالإستراتيجية تغيرت بكثير اين لعب الفريق الوطني بوسط دفاع لاول مرة مشكل من بوزيد و بوقرة و على الجناحين كل من مصباح و مهدي مصطفى ، خلافا لما كان يقوم به سعدان بالاعتماد على ثلاث مدافعين في الوسط .. بينما أعطى دورا دفاعيا مركزا لوسط الميدان بوجود كل من لحسن و يبدة و لموشية على ان يكون التنشيط عند بودبوز لتحريك الخط الهجومي الذي شغل من طرف جبور وأحيانا بمرافقة غزال الذي كان يعود لتحصين خط الوسط ، كون معطيات اللقاء فرضت ذلك . سيناريو مريح فالبداية كانت مميزة للفريق الوطني الذي تحصل على ضربة جزاء في الدقيقة الرابعة بعد الخطأ الذي ارتكبه المدافع المغربي سليماني في منطقته ، و الذي سمح ليبدة تسجيل هدفه الاول في صفوف الخضر و بامتياز .. هذا التقدم المبكر في النتيجة حدد بكثير مسار المباراة .. كون الفريق الجزائري كان عليه عدم المغامرة و محاولة الحفاظ على المكسب في داربي قلما تسجا فيه أهداف كثيرة .. في حين كان على أشبال غيريتس العودة في النتيجة .. و هنا لاحظنا فعلا الصلابة الكبيرة للدفاع الجزائري الذي لعب بصفة ذكية مع الارتكاز بشكل جيد على وسط الدفاع الذي شغله بوزيد و عنتر يحي . فمع مرور الوقت بدا واضحا ان تعليمات بن شيخة كانت انتظار الفريق المغربي في المنطقة و الانطلاق في الهجومات المعاكسة .. لكن اذا كان العمل الدفاعي موفقا ، الا ان الهجومات لم تكن مبنية و ضاعت الكثير من الكرات في غياب التنسيق الضروري في وسط الميدان و تفضيل اللعب الفردي على التمريرات الجماعية ، على غرار ما شاهدنا في المحاولات التي أكثر فيه بودبوز بالبحث عن الأسلوب الفردي و لم تكتمل العديد من المحاولات ، و بدا المهاجم جبور وحيدا في منطقة المنتخب المغربي دون كرات لمحاولة المباغتة .. في حين كان المنتخب المغربي يفرض منطقه بالتنسيق الجيد الى غاية الوصول الى منطقة الخطر ، حيث ان تاعرابت و خرجة تفوقا كثيرا على وسط ميدان الفريق الوطني ، الذي ترك فراغات كثيرة و لحسن الحظ كانت الامور مضبوطة في الدفاع بغلق اللعب من طرف مهدي و مصباح و عدم ترك الشماخ يتحصل على الكرات ن في المنطقة الخطيرة من طرف بوزيد و عنتر يحي و الذي عوضه مجاني في اللحظات الاخيرة بعد ان احس عنتر بالام ... فالهدف المبكر هو الذي صنع هذه السيرورة للمباراة ، و التي تفوق الفريق الوطني في اقفالها بشكل جيد كونه حافظ عليها ، طيلة المباراة ، و فاز باغلب الحوارات الثنائية التي كانت افضل طريق للعودة إلى الواجهة لان الفريق المنافس يمر حاليا بفترة جيدة ، و كان من الصعب كبح تألقه .. لتعود الامور الى نقطة الصفر في هذه المجموعة .. لكن الامر الذي لابد التحدث عليه هو ان النتيجة كانت موفقة ، لكن الاداء لابد ان يتحسن و عمل كبير ينتظر بن شيخة لمحاولة اعطاء السيولة الممكنة للمنتخب في مجال التنسيق و العمل الجماعي بالرغم من ان الاختصاصيين يتفقون ان مباراة يوم الاحد كانت صعبة من ناحية الضغط كونها مصيرية اين النتيجة تهم فوق كل اعتبار اخر.