عرفت ساحة أودان بالعاصمة صباح أمس مسيرة احتجاجية حاشدة قام بها طلبة المعاهد والجامعات جاؤوا من مختلف أنحاء الوطن مطالبين بأخذ انشغالاتهم ومطالبهم مأخذ جد دون تركها تتراكم وتفرز مضاعفات خطيرة. وأكد أحد المحتجين ل«الشعب» بعين المكان أن اكبر مطلب لنا يبقى تحسين صورة الطالب الجامعي على المستويين الوطني والدولي. واختلفت المسيرة السلمية عن سابقتها التي نظمت يوم 12 أفريل الماضي من طرف التنسيقية الوطنية المستقلة للطلبة الأحرار حسب ما لاحظناه في تغطيتنا للحدث، حيث أنها لم تستطع ضم أعداد كبيرة من الطلبة، بسبب حشود أعوان الأمن التي منعت أي تجمع طلابي بساحة البريد المركزي مكان انطلاق المسيرة باتجاه قصر الحكومة. وقام أعوان الأمن بإبعاد واستجواب كل مار من ساحة البريد المركزي وسحب بطاقات التعريف من الطلبة الرافضين الانسياق لهذه التعليمة الأمنية مما أدى إلى اعتقال اثنين منهم. واستطاع الطلبة تغيير وجهة المسيرة نحو شارع عميروش معبرين عن غضبهم الشديد في هتافات مناوئة رددوها دون انقطاع ''كرهنا من نظام أل.أم.دي'' و''طلبة نحن ولسنا صعاليك'' و''من اجل جامعة عمومية ذات نوعية'' و''كفانا وعودا نريد الانجازات''. ونجحت قوات الأمن في منع زحف حشود الطلبة إلى قصر الحكومة بتطويق شارع عميروش من مختلف الجهات محاصرة بذلك مئات المحتجين. لم يتمكن أي طالب من المرور مما أدى إلى وقوع مشادات عنيفة بين الشرطة والطلبة وسط شلل كلي لحركة السير، وأدى الوضع هذا بالتجار إلى غلق محلاتهم نفس الشيء اتبعته جامعة الجزائر. أسفرت المواجهات العنيفة بين عناصر الأمن والطلبة المحتجين عن إصابة 5 طلبة بجروح متفاوتة الخطورة وإغماء ثلاث طالبات اثر عمليات الدفع القوية ما استدعى تدخل سيارات الإسعاف. أكد لنا طالب بكلية الطب أن أحد زملائه تلقى ضربات عنيفة من قبل أعوان الأمن يعاني من جروح خطيرة ويتوجب التدخل العاجل لانقاده. وسجلنا بعين المكان تدخل فئة مندسة بين حشود الطلبة بعد أن استطاعت استغلال غضب الشباب وقامت بنزع الطابع السلمي عن المسيرة الطلابية بترديدها شعارات سياسية تدعو إلى إسقاط النظام. وقال لنا أكثر من طالب أن هؤلاء الذين ينتمون إلى تيارات سياسية معروفة بتصرفاتها، وسبق لها أن رددت نفس الشعارات السياسية في المسيرة السابقة، ونحن نعلن للصحافة من هنا أننا نتبرأ منها جملة وتفصيلا. أكدت هذا الموقف صونية حنيفي وهي طالبة صيدلة مستنكرة ما تحرض إليه فئات مندسة في المسيرة. وقالت لنا في تصريحها الغاضب: ''أن المسيرة سلمية والمطالب بيداغوجية محضة وتخلو من أي توجه سياسي أو عرقي او جهوي''. وواصلت في ذات التصريح كاشفة عن رأيها تجاه المطالب والانشغالات: ''من غير المعقول أن ندرس 7 سنوات ثم نخرج بشهادة مثقف فلابد من التنسيق بين الدروس التطبيقية والنظرية'' . وقال المتحدث باسم طلبة الصيدلة السيد فداء الدين بأنهم يطالبون بالحصول على دكتوراه في الصيدلة وإعادة الاعتبار لتصنيفهم في الوظيفة العمومية والتي تدحرجت من الدرجة 16 ال13 مقارنة بشهادة ماستر 2 الذين يصنفون في الدرجة 14. وقال الطالب بورنان أيوب وهو يدرس بمعهد الكهرباء والإلكترونيك ببومرداس ''إننا نطالب بإعادة بناء الجامعة وفق معايير صحيحة والمطابقة بين شهادة مهندس دولة وماستير 2 وفتح المعابر ما بين طلبة النظام الجديد ليستطيع طلبة النظام الأول المرور للنظام الجديد''. وطالب ايت بودان، شعبة فرنسية بجامعة بوزريعة بمنح طلبة السنة الخامسة شهادة تكافؤ ما بين طلبة النظام الجديد والقديم وصياغة قانون واضح يرفع الغموض عن نظام ''أل.أم.دي'' والزيادة في المنحة. وقالت وداد وهي طالبة بجامعة بوزريعة أن الغرض من هذه المسيرة هو توحيد الطلبة وتحسين صورتهم على المستوى المحلي والدولي حتى لا يقال أننا جبناء ومغلوب علينا.