لم يخف الفنان موفق البياتي مدير بيت المقام العراقي انبهاره الكبير بتلمسان جوهرة المغرب العربي التي سحرت لبه، وهو الذي كان صغيرا يهتف بحرية الجزائر، فنشأت العلاقة الوجدية الخاصة وتشكل حلم ملامسة الأرض، التي قال أنها تنبض بالثقافة والحضارة، وسلط الضوء في حوار خص به ''الشعب'' على الخصوصية الفنية للنغمة العراقية، وعن الفن الجزائري . ̄ نود معرفة رؤيتك للجزائر كفنان وكمشارك لعاصمة الثقافة الإسلامية ؟ ̄ ̄ مدير بيت المقام العراقي موفق البيات:الجزائر وبدون مبالغة من البلدان المتميزة في الوطن العربي، وأخبرك بالقصة الجميلة التي ربطتني بالجزائر منذ أن كنت طفلا صغيرا حيث كنا نهتف بحرية الجزائر، ورددنا مطولا الأناشيد الوطنية تنادي بحرية الجزائر. واعترف من خلال أول زيارة لي للجزائر وتلمسان على حد سواء تفاجأت بهذه المدينة الرائعة وبشعبها الرائع، وتبادر إلى ذهني وخاطري أن هذه المدينة وهذا الشعب العريق يستطيع أن يتقدم بالثقافة الجزائرية إلى مسافات بعيدة، وقطع خطوات شامخة في الثقافة الفنية والدينية بكل ألوانها وهذا ما لمسناه من خلال نظرتنا وتفحصنا لهذه المدينة . ̄ هل أنتم راضون عن العروض التي قدمها فنانوكم وكيف وقع الانتقاء؟ ̄ ̄ قدمنا مجموعة من المقامات العراقية تتعلق وتختزل التراث العراقي ويعد هذا اللون من الغناء صورة عن الهوية للمجتمع الشعبي البغدادي، ويصنف هذا اللون من الغناء من أصعب الألوان الغنائية في مجتمعنا، ولا يتمكن منه إلا من امتلك حنجرة رخيمة لها أبعاد موسيقية واسعة ولها قوة من الدفع، ما يؤهلها لأداء هذا النوع من الغناء، بالإضافة إلى صعوبة أجزاء الغناء لهذا اللون من الفن الغنائي، ولأنه يحتاج إلى ذاكرة قوية وأداء فعال . ̄ هل تذوقتم بعض الطبوع والألوان الغنائية الجزائرية، وماذا وصل إليكم وبما تولون اهتماما خاصا؟ ̄ ̄ لبعد المسافة الفاصلة بين الجزائر والعراق ولبعد الإعلام، لم تصل إلينا إلا بعض المعلومات القليلة عن الثقافة الموسيقية الجزائرية، ولمسنا فيها من خلال الاستماع إليها الكثير من الإضاءات، وشاهدناها في عدة فضاءات، غير أننا نفتقد لتفاصيل الموسيقى والألوان الغنائية الجزائرية، ونحرص على الإلمام بكل التفاصيل . ̄ فنكم ينبع بالأصالة وأدائه براعة وموهبة صارخة ما رأيك في الفن الحالي لكوكبة من المطربين الصاعدين الجزائريين وماذا وصلك عنهم؟ ̄ ̄ أخص بالذكر الغناء الخفيف الراقص الحديث وهو موجة عمت العالم بأسره وأثر على التراث الموسيقي العربي والعالمي العريق بشكل لافت، ولذلك عندما تسأليني عن الفن الجزائري يجب أن تركزي على الفترة التي تعود إلى عقدين، يمكننا أن أتحدث على بعض نجومها مما وصل إلينا فنهم وفقط لا تحضرني في الوقت الحالي أسمائهم . ̄ ماهو الأثر الذي تركته لكم الجزائر في أول زيارة ذات طعم خاص كونكم ضيوف عاصمة الثقافة الإسلامية في قلب جوهرة المعرب العربي تلمسان؟ ̄ ̄ الجزائر دولة عريقة ولها تاريخ عريق وألوان وطبوع فنية تذهلك عاكسة الثراء الإبداعي والإرث الحضري، ألوان فنية نرى فيها إكتمال الموسيقى ببناء فني رائع وانفتاح وتسهيل كبير للفنان مما يتيح له الفرصة الثمينة . ̄ نترك لك مساحة بيضاء لنختم لقاءنا الخفيف؟ ̄ ̄ أنا مسرور لأنني شاهدت ووقفت على الجزائر بعين حقيقية، وحققت في كل ذلك إحدى أمنياتي.