تشاء الصدف دوما أن نلتقي في أحضان الفن السابع، ونتجاذب أطراف الحديث عن الموسيقى، هذه هي العلاقة التي تربطني دوما، بصاحب الأنامل الساحرة وعازف العود نصير شمة، التقيته صدفة بمهرجان الشرق الاوسط السينمائي الدولي بأبو ظبي، ثم صدفة ثانية بأيام قرطاج السينمائية بتونس، إلا أنني في كل صدفة كنت اطرح الأسئلة التي أريد وكان هو يجيب برحابة صدر وابتسامة تعلو محياه. في هذا الحوار الذي خص به "المستقبل" تحدث عن مشاريعه الموسيقية المستقبلية وحملته التضامنية لصالح المهجرين العراقيين التي اضطرت الحكومة العراقية للاهتمام بالموضوع، وأجبرت الولاياتالمتحدةالامريكية على دفع اموال للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين وبلغت 350 مليون دولار. كما سلط نصير شمة الضوء عن بيوت العود التي يشرف على تأسيسها بمختلف الأقطار العربية منها السودان وأبوظبي والجزائر علمت "المستقبل" أن مشروعا فنيا ضخما سيجمعك بالمطربة التونيسة لطيفة العرفاوي حدثنا أكثر عن هذا المشروع الفني، وما الهدف منه؟ المشروع الذي تتحدثين عنه، سيعرض أمام جمهور ابو ظبي بقصر الإمارات وذلك يوم 31 مارس 2009 وعنوانه "جديد في جديد لطيفة تغني نصير شمة"، وهو عبارة عن نصوص شعرية لثمانية شعراء عرب تغنى أعمالهم لأول مرة على المستوى الجماهيري. العمل سيكون من خلال اوركسترا سيمفونية كبيرة ومن مختلف الجنسيات تونسية، مصرية وعدد من العازفين العالميين، وسنقدم من خلال هذا المزيج الموسيقي العربي والعالمي رؤية جديدة لأغنية فيها مواصفات فنية قريبة من الناس وتتمتع بعمق ثقافي يحترم عقول النخبة، يصل إليهم ويخاطبهم وفي نفس الوقت لها مقومات العمل الجماهيري. أنا أشتغل على هذا المشروع الفني الطموح منذ أزد من سنة، ومن أجل تحقيق المعادلة الصعبة أي أن يعيش العمل وفي نفس الوقت يكون على علاقة كبيرة بالجماهير، ويلاقي احترام النخبة. هناك مشروع آخر نود أن تحدثنا عنه، والذي يتعلق بالتأسيس لبيت عود جديد بالسودان، في إطار بيوت العود التي تسهر على فتحها بمختلف أقطار الوطن العربي إلى أين وصل هذا المشروع؟ بيت العود بالسودان، سيكتمل مستقبلا وانطلاقا من 2010 سنبدأ في تحقيق طلبات أربع دول عربية تريد نفس المشروع، وستفتح فيها بيوت للعود، كما أنني لا أريد الاستعجال لأن ترتيب كل بيت يحتاج إلى سنة أو سنتين، مثلما حدث في ابو ظبي، وباكورة هذا الانجاز الفني قد اكتشفها الجمهور الإماراتي يوم 31 أكتوبر الماضي. على ذكر بيوت العود، ماهي أخبار بيت العود الذي أشرفتم على انطلاقته منذ سنوات بقسنطينة وما هو مصير بيت العود الذي كان من المنتظر تأسيسه بالعاصمة؟ بالنسبة لبيت العود بالعاصمة الجزائرية فقد تم تحديد الموقع، وسيكون برياس البحر، توقف المشروع لفترة بسبب انشغال وزارة الثقافة بتظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، كما تأخر المشروع بسبب زحمة العروض، وهذه الايام هناك اتصالات من أجل عودة المشروع وأنا حريص أن يكتمل بسرعة لان هناك طلبات مهولة من الشباب الجزائري لتعلم العزف على آلة العود. ماهي نتائج الحملة التضامنية التي أشرفتم عليها مؤخرا رفقة العديد من القنوات الفضائية العربية، لصالح اللاجئين العراقيين المشتتين بأرجاء الوطن العربي، ولماذا هناك قنوات عربية شاركت وأخرى تمنعت؟ أريد أن أوضح هنا أننا قدمنا طلبات المشاركة وبدون أي استثناء لكل القنوات التلفزيونية العربية، العريقة منها والجديدة، إلا أن الامور المادية وتحديدا الاشهارية جعلت الكثير من القنوات تتراجع عن الدعم والمشاركة، عكس قنوات اخرى منها "إي أر تي" وثمان قنوات تلفزيونية فضائية عربية، ومن أهم نتائج الحملة أنها أسفرت على لفت إنتباه الدولة العراقية لأهمية ملف المهجرين والذي بلغ عددهم اربعة ملايين عراقي، ومن أهم نتائج الحملة اننا اجبرنا الحكومة العراقية على الاهتمام الفوري بحل مشاكلهم وانطلقوا في منحهم تعويضات، كما ان الولاياتالمتحدةالامريكية اضطرت لدفع اموال المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التي كانت بحاجة الى 350 مليون دولار وكان من المفترض أن تدفعها 10 دول دفعتها الولاياتالمتحدةالامريكية دفعة واحدة حتى تسكت الموضوع. لأن المسألة أصبح مبالغا فيها بعد أن ترك العالم العراق في مهب الريح. هل تتواصل حملة التحسيس بمأساة الشعب العراقي من طرفكم؟ أكيد. لازلت مستمرا في حملتي السابقة، إذ من المنتظر أن تنطلق طائرة من بغداد الى الهند لمعالجة أطفال عراقيين، كما سيتكفل الشيخ صلاح بمجموعة من العراقيين . انا مستمر في حملتي علما انني لا استلم أموالا وإنما هناك ارقام حسابات تحول اليها التبرعات ومن اهم الاعمال المرتقبة في إطار الحملة إعادة 2300 طالب لدراستهم. هل نأمل سماع نغمات عودك في أفلام سينمائية قريبا؟ علاقتي بالفن السابع ليست بجديدة وسبق لي التعاون مع مخرجين سينمائيين، وآخر اعمالي كان من خلال مسلسل "عرب لندن"، واعمل هذه الايام على تحضير الموسيقى التصويرية لمشروع عالمي كبير لا استطيع الحديث عن تفاصيله، اما المشاريع العربية فهي كثيرة منها ما سيقدم مع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي ومشروع آخر مع مصر. متى سنلتقي بك بالجزائر وفي حفل موسيقى كما عودتنا السنوات الماضية؟ لا يمكنني أن أغيب كثيرا عن الجزائر، أنا دوما متواجد فيها، كان من المفروض ان اكون بهذا الوطن الغالي خلال شهر رمضان لكن الظروف لم تسمح، ولان الاتصال كان متأخر من طرف الجهات المعنية، الأكيد أنني سأكون قريبا ما بينكم إن لم يكن من أجل حفل موسيقي سيكون لتفعيل مشروع بيت العود بالعاصمة، لان هناك اتصالات مع وزيرة الثقافة. حاورته بأبوظبي : أمل باجي