أعلن مساء أول أمس الفنان ومدير المسرح الوطني محي الدين بشطارزي محمد بن قطاف افتتاح مهرجان المسرح المحترف في دورته السادسة، بحضور وزيرة الثقافة خليدة تومي، ومجموعة من المسؤولين الجزائري كالدكتور محي الدين عميمور، عز الدين ميهوبي ونخبة من الأسرة الفنية الجزائرية والعربية. أكد محافظ المهرجان محمد بن قطاف، على هامش افتتاح التظاهرة الثقافية الهامة بالمسرح الوطني، أن هذه الدورة ماهي إلا تكملة للطبعات التي سبقتها، وعلى الايقاعات الاولى التي “زانت خطواتنا الاولى في خوض المغامرة الادبية بين الانسان وفنه”، “وعلى المبادئ والقيم نفسها، نتعلم ونعلم، حب المسرح ومن أحبه وخدمه، وفتح المجالات والفضاءات والمساحات أمام جيل يصنع فنه”. تحدث بن قطاف عن التطور الذي لمسه أبو الفنون في الجزائر، مؤكدا أنه في هذه الفترة استطاع المسرح الجزائري بقطاعه العام وتعاونياته أن ينجز ما يفوق عن 100 عنوان، متسائلا “من كتبها؟ من اقتبسها، من ترجمها، ومن أضاءها؟”، وهذا الشيء إن دل على شيء فهو يدل على الابواب التي فتحعا المسرح أمام كل المبدعين ومحبيه، كما نوه ذات المتحدث بالمجهودات التي تبذلها وزارة الثقافة من أجل الدفع بالحركة الثقافية نحو مكانتها الطبيعية في المجتمع. رفع الستار أمام الحضور الذي كان مكثفا على مدرجات المسرح الوطني، وكانت البداية، قبل الاعلان الرسمي لانطلاق التظاهرة، بلوحة عنوانها “رقصة النخيل” التي كتب نصها توفيق ومان، وتخللها عزف على آلة العود، مع صوت شجي يعكس الموروث الغنائي الصحراوي كأحد جوانب الارث الثقافي الجزائري، وقد تجاوب الجمهور مع هذه اللوحة، بزغاريد وتصفيقات صنعت نوعا مميزا من المتعة على مدرجات المسرح الوطني. ليلي هذه اللوحة الافتتاح الرسمي للحدث الثقافي الهام من طرف محافظه الفنان القدير وابن الركح محمد بن قطاف، وصعود أعضاء لجنة التحكيم إلى المنصة، والتي يرأسها الجزائري أحمد منور. وكتقليد دأبت عليه محافظة المهرجان في كل دوراته السابقة، كرمت مجوعة من الوجوه الفنية البارزة الجزائرية والعربية، أمثال سعد سبكي، ليندة سلام، رمضان الطيب، سعيد بن سلمة، على حفياد، رابح لشعة، السورية أميمة الطاهر، الأردنية قمر أنور الصفدي، المصري رياض الخولي، الفنانين منى نور الدين وعز الدين قنون من تونس، المغربي عبد المجيد فنيش، السوداني يوسف عيدابي، شذى السالم. كما قدم خلال حفل الإفتتاح العرض المسرحي “ليالي الموت” للمسرح الجهوي لسيدي بلعباس، حيث يتناول هذا العرض لكاتبه أحميدة عياشي واللمسة الإخراجية لعزالدين عبار “الحضارة الإسلامية في أوج عطاءاتها حتى وان لم تخل هذه الأخيرة من براثن الطمع ومخالب الغدر بحكم نرجسية السلطة والحكم”، وتحاول المسرحية التي يؤديها عشرة فنانين “استنطاق لحظة من تاريخنا الخفي عبر لعبة يتماهى فيها التاريخي بالخيالي والروحي بالأسطوري و الحقيقي بالطيفي بحيث يتحول المغني إلى ركح تتجلي فيه كل هذه الصراعات”.