يقرر الزمن التوقف فجأة و يضطر عالمي للكف عن الدوران.. تعمّ الفوضى ، و يتغير ترتيب الأشياء و مضمونها. تقرر الصباحات أن تكون مظلمة رغم أنف الشمس و تغدو الليالي صاخبة رغم كل العتمة والتعب. يفرض البؤس وجوده رغم المقاومات ، ويثرثر... و يضعف تأثير الجوع و النعاس حتى يكاد ينعدم. أخبِرني ، هل تعرف ما يعنيه كل ذلك ؟ أن تتغير فجأة ملامح العالم الذي تعرفه .. و تجد نفسك خارج الإطار ، لا تملك غير مشاهدة سير الحياة دون أن تستطيع أن تكون ضمنها. هل جربت أن تصبح شفافا ؟ و أن تراقب كيف تنسحب الألوان منك دون أن تقدر على إيقافها. كيف يمتصّك الحزن جزءًا جزءا حتى تنتهي في جوفه. و يحوّلك الى جثة متحركة خاوية تستمر بالمسير .. فقط لأن موعد اختفائها من عالم الماديات لم يحن بعد ! تستمر بكونها موجودة بينما ذاتها ضائعة في الداخل ! هل ضعت قبل الآن داخل نفسك ؟ حسنا ، أنا فعلت