أسماء لامعة من الجيل القديم خطت خطوات ثابتة نحو التألق في عالم الموسيقى، فسجلت لها اسما من ذهب في سجل الأغنية الجزائرية، لتكون نبراسا في عالم الفن.. طبوع موسيقية متنوعة تزخر بها الجزائر، وكل طابع نقش بين ثناياه اسما لامعا حلق بالفن الجزائري في سماء العالمية، لينافس دون منازع أقوى الطبوع الموسيقية، ويقف ندا للند أمام جماهير أجنبية، وعلى خشبات عالمية ليغرد بصوته عاليا معلنا عن الوجود الموسيقي الجزائري . فقد ترك مجموعة من الفنانين الجزائريين إرثا زاخرا للجيل الجديد على أمل أن يحملوا المشعل ويواصلوا مسيرة من سبقوهم، ففي الأغنية الشعبية برز إلى الوجود الحاج محمد العنقى، الهاشمي قروابي، عمار الزاهي.. وتألقت الأغنية الشاوية بصوت فقيدها علي الخنشلي، عبد الحميد بوزاهر وعيسى الجرموني الذي طرد من فرنسا خلال حفل أداه بالأولمبياد أمام ملايين المستمعين وقدم أغنيته الشهيرة ''أحنا شاوية لا تقولوا دلو جينا حواسه ونولوا''..، حيث لم تثنه هذه الحادثة عن مواصلة مسيرته بل زادته قوة وعزيمة لإيصال صوت الجزائري إلى أبعد حد. ''المرأة في عالم الموسيقى'' ولم ترسوا الأغنية الشاوية قديما على الرجال فقط، بل ساهمت المرأة في النهوض بهذا النوع الموسيقي، حيث علا صوت المرأة الجزائرية عاليا من خلال الفنانة القديرة بقار حدة، زوليخة وحورية عايشي المغتربة بفرنسا والتي أدت الأغنية الشهيرة ''صالح يا الصالح..'' وظهرت إلى الوجود أسماء حافظت على هذا الطابع الفني وعملوا على إضفاء نوع من الحداثة على الإيقاعات الصلبة والجامدة للأغاني القديمة عن طريق إدخال آلات موسيقية عصرية، كما أصبحت الأغنية الشاوية تقدم باللغة العربية كما فعل فقيد الأوراس الأشم الفنان كاتشو إلى جانب حميد بلبش. من جانب آخر اشتهرت الجزائر بطابع موسيقي خاص تمكن من الوصول إلى العالمية بفضل أسماء لامعة أمثال الشاب خالد، مامي، رشيد طه الذين سعوا جاهدين إلى النهوض به وتخصيص مكانة له هو ما تحقق لهم، حيث أصبحت الموسيقى الرايوية تؤدى من قبل الأجانب قبل أبنائها، وانتشر صيتها وظهرت أسماء أخرى عديدة أمثال الشاب بلال، عقيل وآخرون. ''أسماء دخيلة على الفن الجزائري'' بالرغم من هاته الأسماء اللامعة التي سبق ذكرها وأخرى لم يتسن لنا ذكرها والتي سعت جاهدة إلى إعطاء مكانة للموسيقى الجزائرية، وهو ما تمكنت منه، على أمل أن يظهر إلى الوجود من يواصل حمل المشعل، والنهوض أكثر بالموسيقى الجزائرية، إلا أنه للأسف سيطرت في الوقت الراهن على الفن الجزائري أسماء دخيلة طغت على الساحة الفنية برداءتها، وغطت على الفن الأصيل حيث لم تعد هناك أسماء لامعة في ميدان الأغنية الشعبية ولا الشاوية، وإن وجدت فهم لأبناء الفنانين الذين أبوا إلى أن يواصلوا مسيرة من أنجبوهم حتى لا يندثر مجهودهم ومن هؤلاء مصطفى قروابي، كمال الحراشي، سليم الفرقاني.. وبقيت أسماء أخرى تبحر على هواها في الساحة الفنية دون رقيب يردع رداءتها، لتجد فرصتها في القضاء حتى على الأسماء اللامعة وتسيطر على عقول الشباب بكلمات هابطة لا تمت للطرب بصلة، وهي تصول وتجول بين مدينة وأخرى مفتخرة بما تقدمه، سيما في مجال الراي، حيث أضحى كل من يريد حمل اسم فنان كتابة مجموعة من الكلمات والبحث عن ملحن مجهول الهوية، ثم يعتلي بسهولة أي ركح في الجزائر ويطلق العنان لصوته وكأنه فنان من طراز خاص. وتبقى الجهات الوصية المسؤول الوحيد عن الرداءة التي تكرست في عالم الموسيقى، حيث تقف موقف المتفرج وكأن هدفها هو تنظيم حفلات وفقط، تلبية لرغبة فئة معينة من الجزائريين، بعيدا عن المتشوقين لعودة الفن الأصيل، زمن العصر الذهبي زمن العنقى والقروابي والفرقاني.