اتجه السكان في تعاملهم مع يوميات الشهر المعظم إلى صنع أجواء رمضانية في ظل الإجراءات المحكمة، أنست لهيب أسعار الخضر والفواكه التي يحركها سماسرة رغم الكميات المعروضة بسوق الجملة والفضاءات التجارية الجوارية. وحسب ما رصدته «الشعب» في جولتها الاستطلاعية ليوميات السكان الرمضانية وأجوائها بالشلف التي حملت حالة من الاستثناء هذه السنة أكدتها تصريحات من التقينا بهم خلال هذه الأيام في عدة مواقع ألفوا التواجد فيها رغم متاعب والمصاريف اليومية التي أنهكتهم في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار الخضر والفواكه. وهي مفارقة قلبت كل المؤشرات والمعاملات التجارية التي كانت بحوزة ممارسي النشاط التجاري والمتسوقين. يقول عبد الله زموري وصديقه مراد وعمار في شهادة لنا ليس من المنطق أن تلتهب الأسعار في وسط هذا الشهر، وهي حالة استثنائية على خلاف السنوات المنصرمة أين تشهد الأسعار أرقاما قياسية مع الأيام الأولى، لكن فوجئنا بحدوث العكس. ويستطرد المواطنان بقولهما لا يعقل أن يصل الجزر إلى 60 د.ج والطماطم إلى 70 و80 د.ج والقرعة إلى 65 د.جئ السلاطة إلى 70 د.ج والفصولياء إلى 90 د.ج والبنجر السكري إلى 55 د.ج فيما ظل سعر البطاطا يتراوح بين 40 و50 د.ج على أقصى تقدير يضيف عبد الله زموري إطار باتصالات الجزائر ومراد مسؤول إعلامي بالمعهد الوطني للتكوين المهني المتخصص. ويتقاسم معمر في تصريح لنا هذا الرأي بالقول الملفوف بنبرة غضب واستياء من تمادي الغلاء في سوق الخضر والفواكه رغم الوفرة: هي حالة شاذة لا تعكس القيم التي تحلى بها الصائم. ومن جانب آخر لم تشذ أسعار الفواكه عن القاعدة التي جنح إليها هؤلاء السماسرة في سوق الخضر بل وجدوا في الإقبال عليها لما فيها كميات سكرية لرفع الطاقة الجسدية للصائم الفرصة لنهب جيوب المواطن يشير سكان آخرون عبروا عن غضبهم من سكوت الجهات المعنية بتنظيم السوق وضبطه وترك الأسعار في الارتفاع. وكان السؤال المحير كيف قفز الإجاص إلى 160 د.ج والتفاحئإلى 180 د.ج؟ وكيف حذا العنب حذو الفواكه المذكورة بتسويقه ب 170 د.ج والخوخ ب 190 د.ج والموز ب 160 د.ج ليبقى التين يتراوح بين 100 و110 للكيلوغرام الواحد. إنها أسعار جنونية لا تخدم المواطن البسيط صاحب الدخل الهزيل وكذا الطبقة المتوسطة الأجر التي أنهكتها وهرمت من المصاريف الباهظة التي استنزفت الجيوب خاصة مع حالة التسوق لشراء الملابس التي لم يعد سعرها يرحم. حسب الإطار الطبي بالشلف منصور فان الأسعار الحالية مخيبة للآمال ولا تلبي السواد الأعظم من العائلات قائلا بنبرة غضب تصور أن اقتناء ملابس العيد لابنتي المدللة لا تفوق قيمتها المالية 12 ألف د.ج فيما يبقى أخوها الأكبر بحاجة إلى 13 ألف د.ج دون احتساب ربة البيت التي تتنازل عن حقوقها في مثل هذه المناسبات حفاظا على توازن الميزانية. وأضاف منصور الإطار الطبي المطلع على خبايا السوق الشلفي: لعل كل الأمهات يسلكن هذا التوجه. وهو نفس الإحساس الذي يشاطره السيد معمر وعلي رغم كون هذا الأخير مقاولا وحاول التهرب من السوق المحلي لكن يسقط في نفس الغلاء بجهات أخرى مجاورة للشلف حيث نفس الأسعار لمسها بغليزان على سبيل المثل. غير أن أتعاب المصاريف اليومية حسب رشيد والجيلالي إطاران بالشبيبة والرياضة والتربية والبرعم توفيق سرعان ما بددتها نكهة السهرات الرمضانية التي يصنعها المواطن الشلفي خلافا عن السنوات الماضية. يجد تنقل العائلات والأفراد والشباب على غرار أسامة وإسلام وحمزة محمد وعبد الرحمان أجواء رمضانية ثقافية من البرنامج المسطر للمجلس الإستشاري للثقافة والمجلس البلدي بالشلف والميسوم لعروسي وإدارة الثقافة بكل من المسبح بالعربي التبسي وملعب الكرة الحديدية والحديقة العمومية والمتحف الجهوي فضاء لأطباق ثقافية. إنها اطباق متنوعة من العمل المسرحي للفنان القدير عبد الحميد بلخوجة خلقت مناخا ملائما أنست العائلات لهيب الأسعار ونهب السماسرة حسب تصريحات أحمد لكحلئ نائب رئيس البلدية ويوسف جابري رئيس المجلس الإستشاري للثقافة ومسئول تعاونية المسرح بالشلف.