تسعى الجزائر الى اقناع مختلف الهيئات العالمية والدول الى وضع تعريف موحد للارهاب من أجل تفعيل استراتيجية مكافحته والتفريق بينه وبين المقاومة المشروعة للشعوب والدول ضد الاعتداءات الخارجية على سيادتها وثرواتها،وتبقى هذه الخطوة أهم مرحلة لمعرفة نوايا الغرب تجاه ملف الارهاب الذي يبقى يحمل الكثير من الوقائع المعلنة وغير المعلنة تجعل منه ملفا زئبقيا لا يستقر على رأي خاصة في ظل اكتشاف الكثير من المؤمرات والمغالطات التي دبرت تحت غطاء الارهاب ومكافحة الارهاب. ولقيت مبادرات وتصورات الجزائر تجاه التضييق على الارهاب صدى دوليا كبيرا بالنظر لفعاليتها وجديتها فتجريم دفع الفدية لقي مقاومة شرسة في البداية ولكن بمرور الوقت اقتنع الجميع بضرورة تجفيف منابع تمويل الارهابيين،لأن الرضوخ لضغوطات الجماعات الدموية من خلال دفع الأموال لتحرير رهائن مختطفين كان يكلف في الواقع خسائر أكبر لأن الجماعات الدموية كانت تستغل تلك الأموال لشراء الأسلحة والمتفجرات وتستعملها خاصة ضد الجزائر ودول الساحل والكثير من الدول التي أصبحت لقمة سائغة في يد الدمويين.حتى أصبح الجميع يشك في عمليات الاختطاف التي تتبعها طلبات بدفع الفدية،وقد شهدت هذه العمليات انتعاشا وتطورا منذ 2004 لتتكشف الجزائر المؤامرة بين بعض الدول وتنظيم القاعدة اللذان كانا يخططا لجعل منطقة الساحل بؤرة توتر تكون مطية لتدخل أجنبي في منطقة الساحل،وما حدث بليبيا أثبت تخوفات وتنبؤات الجزائر من تدهور منطقة الساحل. وارتفعت حدة المطالبة بوضع تعريف شامل للارهاب بعد هجمات 11 سبتمبر 2011 حيث تعرضت الولاياتالمتحدةالأمريكية لاعتداءات دامية خلفت الآلآف من القتلى لتعرف العلاقات الدولية ومفهوم الارهاب الكثير من التسارع انتهت بإلصاق الارهاب بالاسلام وهو ما أدى الى انتشار ظاهرة الاسلاموفوبيا والذي كبد العالمين العربي والاسلامي ضغوطات وهجمات عنيفة انعكست سلبا على وضعية المسلمين والعرب في مختلف الدول الغربية حيث اتخذت هجمات 11 سبتمبر التي يمر عليها اليوم عشر سنوات كغطاء لمعاداة العرب والمسلمين. وناضلت الجزائر كثيرا في مختلف المنابر العالمية والاقليمية على ضرورة وضع مفهوم للارهاب من أجل ايجاد السند القانوني لتجريم الأفعال المتعلقة بالارهاب وحماية حقوق الشعوب والدول في المقاومة ضد الاحتلال والغزو والاعتداء على السيادة وهو ما رفضه الكثير من الدول الغربية لأن ذلك سيحرمها من الكثير من المزايا والمشاريع والصفقات،ولكن تطور شوكة الارهاب ووصول التهديدات الى صميم أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية جعل العالم يعترف بضرورة وضع تعريف للارهاب لمحاصرة هذه الأفة التي تصب كل العوامل لصالحها فالأزمات العالمية وتفشي البطالة وانتشار الحروب والفوضى والمجاعة ستشجع الارهاب على استقطاب مجندين جدد في ظل بطئ التحرك العالمي لسن التشريعات اللازمة لدحر الارهاب. ويبقى توفر الارادة الدولية أكثر من ضروري لأن ترك الأمور كما هي ستجعل تبعات الارهاب وأثره أكثر تدميرا وكل يوم تأخير سيجعلنا نضاعف مجهودات المكافحة لسنوات. وأبانت الأزمة الليبية عن تعفن العلاقات الدولية التي قد تسمح للبعض بالتحالف مع عناصر من تنظيم القاعدة للحصول على مزايا اقتصادية وتجارية ليتأكد الرأي العام العالمي من تماطل الكثيرين في وضع تعريف للارهاب لأن ذلك لن يخدم مصالحهم وسيحرمهم من أموال طائلة قد لا يحصولون عليها اذا تنافسوا بشرف وبالمقابل هم يقبلون بقتل شعوب بأكملها مقابل مصالحهم وهو ما يجعل مأمورية الجزائر والدول التي تكافح الارهاب بنوايا صادقة صعبة في وضع تعريف للارهاب....وهو ما سيكون بعيد.