حقق المنتخب الوطني الجزائري فوزا مهما على حساب نظيره منتخب إفريقيا الوسطى، في اللقاء الذي جمعهما سهرة أول أمس بملعب 5 جويلية الأولمبي، لحساب الجولة السادسة والأخيرة من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012، وعلى الرغم من إقصاء «الخضر» قبل هذه المباراة، إلا أن الانتصار كان ضروريا من الناحية المعنوية، خاصة وأن الفريق يمرّ بمرحلة إعادة بناء على أمل تجاوز الصعوبات التي واجهها مباشرة بعد إنتهاء مغامرة مونديال جنوب إفريقيا السنة الماضية. لا يختلف اثنان من متتبعي مشوار فريقنا الوطني، أن الفوز أمام إفريقيا الوسطى كان مستحقا إلى أبعد الحدود، خاصة وأن أشبال المدرب المنصّب منذ شهرين فقط وحيد هاليلوزيتش، قدموا وجها طيبا طيلة أوقات المقابلة، بداية من الدقيقة الأولى، أين تمكن حسان يبدة من مباغتة الفريق المنافس برأسية جميلة أسكنها شباك الحارس «سامورا»، ليتواصل بعدها الضغط على منطقة الخصم بغية قتل عزيمة المدرب الفرنسي جيل أكورسي، وأبنائه، وعدم منحهم الفرصة لاستعادة توازنهم وثقتهم في النفس، وهو ما أثمر بهدف ثان من إمضاء رجل المباراة بدون منازع فؤاد قادير. هذه البداية القوية، أثلجت صدور الجمهور الحاضرين في مدرجات ملعب 5 جويلية، وكذا كل المتابعين للقاء من محبي الخضر، حيث أعادت للأذهان المستوى الكبير الذي كان يقدمه زملاء القائد بوڤرة منذ فترة زادت عن السنتين، إذا ما استثنينا مباراتي كوت ديفوار خلال (كان 2010) وانجلترا في المونديال الإفريقي. لكن الشيء الذي زاد من حدّة التفاؤل لدى الجزائريين، هو عودة الروح والإرادة لقلوب اللاعبين من جهة، واستعادتهم للميزة الرئيسية في طريقة لعبهم والمتمثلة في لقب «المحاربين» من جهة أخرى، هذه الأمور كلها لم تكن لنشاهدها سهرة أول أمس لولا اللمسة التي أضافها هاليلوزيتش للمنتخب الوطني. وكانت المواجهة الثانية في عهد التقني البوسني على رأس العارضة الفنية للخضر، كافية للتقنيين والخبراء لاكتشاف التغيير الواضح الذي طرأ على آداء بعض العناصر، كغزال، قادير وكذا ڤديورة، حيث يجمع أغلب من شاهد اللقاء أن هذا راجع للثقة التي منحها إياهم المدرب، زد على ذلك الحرية إن صحّ التعبير داخل المستطيل الأخضر، والتي مكنت لاعبينا من تقديم أفضل مستوى ممكن، بغض النظر عن قوّة المنافس، وهي مخاطرة قام بها «وحيد» تحسب لصالحه، كما أن ما صرح به منذ تعيينه مدربا وطنيا عن عدم إيمانه بالأسماء وإنما الجاهزية والمردود هما الفاصلان الوحيدان لتحديد القائمة المعنية بتمثيل الجزائر، تجسدت خلال المباراة، حين أبقى كل من عنتر يحيى، جبور، لموشية وبلحاج على دكة البدلاء، وهو إجراء شجاع من طرفه، جنى «الخضر» وأنصارهم ثماره عند إعلان الحكم السينغالي «عصمان فال» صافرة النهاية بنتيجة (2 / 0) مع كم هائل من الفرص الضائعة كانت ستعجل الحصيلة أكبر بكثير لو أحسن مطمور وزملائه استغلالها، غير أن ذلك يعتبر شيئا إيجابيا، يؤكد قدرة اللاعبين على صنع اللعب وتسجيل الأهداف في التحديات الهامة المنتظرة. وقد بدا هاليلوزيتش سعيدا للغاية بعد المباراة، وشدد على أهمية الفوز المحقق من الجانب النفسي على لاعبيه، وهو ما سيساعدهم على مواصلة المسيرة بكل ثبات وثقة في طريقهم لاستعادة معالمهم وبريقهم، والبداية ستكون حسبه من تصفيات كأس إفريقيا 2013 ومونديال البرازيل 2014، ليختتم كلامه بالتعبير عن تفاؤله الجديد بمستقبل المنتخب الوطني الجزائري، شأنه في ذلك شأن جميع العناصر الدولية المشاركة في لقاء إفريقيا الوسطى.