يعد نور الدين سعدي من أحسن المدربين الذين أنجبتهم الكرة الجزائرية وأقدمهم، حيث بلغت تجربته في الميادين عامها الواحد والثلاثين بدون انقطاع خاضها في تدريب أعرق النوادي الوطنية والعربية وحقق معها انجازات ستبقى محفوظة في سجله الثري وفي ذاكرة كل المتتبعين من مختلف الأجيال، وهو الآن يدرب بطل الموسم الماضي فريق جمعية الشلف ... ومن أجل تناول ظاهرة إقالة واستقالة المدربين التي أصبحنا نشهدها من جولة لأخرى ومن أسبوع لآخر، أجرينا هذا الحديث معه لمعرفة رأيه في الموضوع. ❊❊ الشعب: مساء الخير السيد سعدي، كيف حالك؟ . ❊ سعدي: مساء النور، الحمد للّه أنا بخير. ❊❊ الشعب: أولا لابد من الحديث عن مشوارك مع فريقك جمعية الشلف بعد أربع جولات لحد الآن. ❊ سعدي: الحقيقة أنني بصدد اكتشاف التشكيلة التي أدربها خلال المباريات الرسمية، على اعتبار أني التحقت بالشلف قبل أيام قليلة من انطلاق البطولة، وكما تعلمون ليس من السهل قيادة فريق دون الإشراف على مرحلة تحضيراته ولا الانتدابات التي قام بها ومع ذلك، يمكن القول أن فريقي بدأ يستعيد قوته ونحن بصدد دراسة أفضل الحلول الممكنة لتحقيق النتائج الايجابية والمحافظة على الريتم الحالي بعد الفوز الأخير أمام شبيبة بجاية. ❊❊ الشعب: وكيف وجدت جمعية الشلف خاصة بعد الرحيل المفاجئ لمدربها السابق مزيان ايغيل؟ ❊ سعدي: الجمعية فريق كبير، نال لقب البطولة الموسم المنقضي، كما أن الإدارة وعلى رأسها عبد الكريم مدوار تقوم بواجبها على أحسن ما يرام .. أما بخصوص التشكيلة، فإن المشكل الوحيد يكمن في اعتياد الفريق بناء لعبه على مهاجم صريح وحيد، خاصة الموسم الماضي بوجود سوداني وخلفه جديات، لكن بعد رحيل هدين اللاعبين، توجب علينا إيجاد البدائل ورسم الخطط حسب العناصر المتواجدة معنا، وهو الشيء الذي أنا بصدد القيام به حاليا. ❊❊ الشعب: تنتظركم مباراة صعبة غدا "الحوار أجري أمس" أمام أحد الأندية التي كنت قد دربتها في السابق وهو وفاق سطيف بملعب 08 ماي بسطيف، كيف ترونها؟ ❊ سعدي: هي مباراة عادية كغيرها من المباريات، صحيح أن الوفاق فريق كبير وعريق، إلا أننا نمثل فريقا كبيرا أيضا، ونملك كل الإمكانيات لتقديم مباراة قوية ولم لا العودة للشلف بنتيجة ايجابية، أكيد اللقاء سيكون صعبا من الناحية البدنية والتكتيكية، لكن الشيء الذي يؤرقني في مثل هده المواعيد هو التحكيم ... نتمنى أن نكون في المستوى وأن تسود الروح الرياضية داخل الميدان وعلى المدرجات والفوز يكون من نصيب الفريق الأحسن. ❊❊ الشعب: بصفتك من أقدم المدربين في الجزائر وتملك خبرة طويلة في المجال، نود معرفة رأيك حول موضوع إقالة واستقالة المدربين رغم أننا في بداية الموسم فقط.. ❊ سعدي: للأسف هذه الظاهرة أصبحت ميزة أساسية في كرتنا، أين نحن من الأمم الرائدة في كرة القدم؟ المدرب عندنا صار الضحية الأولى في حال تسجيل نتائج سلبية، حيث لا يجد المسيرون غير المدرب للتضحية به وكأن الهزائم سببها الطاقم الفني فقط !!. ❊❊ الشعب: وإلى ماذا يرجع ذلك حسب رأيك؟ ❊ سعدي : أولا، أظن أن إقالة المدربين راجعة أساسا إلى التعامل بدون وثائق، أي أن بعض التقنيين يقبلون الإشراف على فريق بدون الإمضاء على العقد الذي يضمن لهم حقوقهم في حال حصول الطلاق بين الطرفين. ثانيا، بعض المسيرين يستغلون علاقات الصداقة التي تربطهم بالمدرب من أجل الظفر بخدماته "الكلمة"، دون مراعاة الجوانب القانونية وإلزامية التوقيع على العقد، وبالتالي في حالة إقالته من منصبه يجد المدرب نفسه هو الخاسر الأكبر سواء من الناحية المعنوية أو المالية على حد سواء. ❊❊ الشعب: هناك أيضا عامل الضغط، من جانب الإدارة والأنصار..أليس كذلك؟ ❊ سعدي: بطبيعة الحال...كرة القدم لا تخلو من الضغط، لذا يتوجب على أي مدرب أن يتحمل ذلك ويحسن التعامل مع الأمر وإلا فإن نسبة نجاحه في مهمته ضئيلة للغاية مهما كانت قيمة العناصر التي يدربها. شخصيا كنت أفضل العمل دون جمهور خلال الحصص التدريبية لتفادي السلوكات غير المسؤولة من طرف بعض الأنصار التي تؤثر بشكل أو بآخر على تركيز اللاعبين والطاقم الفني...وعلى ذكر الموضوع، كنت استقلت من تدريب وفاق سطيف سنة 2007، بسبب عدم قبول إدارة النادي طلبي بإجراء التدريبات دون حضور الأنصار. على كل حال، النتائج هي الفاصل الوحيد في مشوار المدرب مهما كان اسمه أو تاريخه، وطبيعيا إذا لم يحقق أهداف الفريق الذي يدربه فإن مصيره الإقالة أو دفعه للاستقالة بمختلف الطرق والكل يعلم لماذا تفضل الأندية الاستقالة على الإقالة (الجانب المالي). ❊❊ الشعب: كلمة عن الاحتراف في الجزائر من فضلك. ❊ سعدي: صراحة، هي مبادرة مشجعة من طرف المسؤولين عن الكرة في بلادنا، نحن في بداية الطريق ومازال ينتظرنا عمل كبير لتحقيق ولو الشيء القليل من الاحتراف. ❊❊ الشعب: نشكرك الشيخ سعدي على أرائك القيمة ونتمنى لك مشوارا ناجحا مع جمعية الشلف هذا الموسم.. كلمة أخيرة؟ ❊ سعدي: لا شكر على واجب، نحن هنا لتقديم خبرتنا خدمة للوطن والكرة الجزائرية...تحية لجريدة الشعب العريقة ولقرائها.